متكبر قاهر * (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين) * أي لا تمكنهم من عذابنا فيقولون لو كان هؤلاء على الحق ما عذبناهم فيفتنون بذلك " أن تبؤآ لقومكما بمصر بيوتا " أي اتخذ لهم بيوتا للصلاة والعبادة وقيل إنه أراد الإسكندرية * (واجعلوا بيوتكم قبلة) * أي مساجد وقيل موجهة إلى جهة القبلة فإن قيل لم خص موسى وهارون بالخطاب في قوله أن تبؤآ ثم خاطب معهما بنو إسرائيل في قوله واجعلوا فالجواب أن قوله تبؤآ من الأمور التي يختص بها الأنبياء وأولوا الأمر * (وبشر المؤمنين) * أمر لموسى عليه السلام وقيل لمحمد صلى الله عليه وسلم * (ربنا ليضلوا عن سبيلك) * دعاء بلفظ الأمر وقيل اللام لام كي وتتعلق بقوله آتيت * (اطمس على أموالهم) * أي أهلكها * (واشدد على قلوبهم) * أي اجعلها شديدة القسوة * (فلا يؤمنوا) * جواب للدعاء الذي هو اشدد ودعاء بلفظ النفي * (قال قد أجيبت دعوتكما) * الخطاب لموسى وهارون على أنه لم يذكر الدعاء إلا عن موسى وحده لكن كان موسى يدعو وهارون يؤمن على دعائه * (فاستقيما) * أي اثبتا على ما أنتما عليه من الدعوة إلى الله * (فأتبعهم فرعون) * أي لحقهم يقال تبعه حتى أتبعه هكذا قال الزمخشري وقال ابن عطية أتبع بمعنى تبع وأما اتبع بالتشديد فهو طلب الأثر سواء أدرك أو لم يدرك " لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل " يعني الله عز وجل وفي لفظ فرعون مجهلة وتعنت لأنه لم يصرح باسم الله * (آلآن وقد عصيت قبل) * أي قيل له أتؤمن الساعة في وقت الاضطرار وذلك لا يقبل منك * (ننجيك) * أي نبعدك مما جرى لقومك من الوصول إلى قعر البحر وقيل نلقيك على نجوة من الأرض أي على موضع مرتفع * (ببدنك) * أي بجسدك جسدا بدون روح وقيل بدرعك وكانت له درع من ذهب يعرف بها والمحذوف في موضع الحال والباء للمصاحبة * (لتكون لمن خلفك آية) * أي لمن وراءك آية وهم بنو إسرائيل * (مبوأ صدق) * منزلا حسنا وهو مصر والشام * (فما اختلفوا حتى جاءهم العلم) * قيل يريد اختلافهم في دينهم وقيل اختلافهم في أمر محمد صلى الله عليه وسلم
(٩٨)