التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٨٩
سورة يونس عليه السلام * (الر) * تكلمنا في أول البقرة على حروف الهجاء التي في أوائل السور * (تلك آيات الكتاب) * إشارة إلى ما تضمنته السورة من الآيات والكتاب هنا القرآن * (الحكيم) * من الحكمة أو من الحكم أو من الأحكام للأمر أي أحكمه الله * (أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس) * الهمزة للإنكار وعجبا خبر كان وأن أوحينا اسمها وأن أنذر تفسير للوحي والمراد بالناس هنا كفار قريش وغيرهم وإلى رجل هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنى الآية الرد على من استبعد النبوة أو تعجب من أن يبعث الله رجلا * (قدم صدق) * أي عمل صالح فرموه وقال ابن عباس السعادة السابقة لهم في اللوح المحفوظ " قال الكافرون إن هذا لسحر مبين " يعنون ما جاء به من القرآن وقرئ لساحر يعنون به النبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل أن يكون كلامهم هذا تفسير لما ذكر قبل من تعجبهم من النبوة ويكون خبرا مستأنفا * (إن ربكم الله) * تعريف بالله وصفاته ليعبدوه ولا يشركوا به وفيه رد على من أنكر النبوة كأنه يقول إنما أدعوكم إلى عبادة ربكم الذي خلق السماوات والأرض فكيف تنكرون ذلك وهو الحق المبين * (ما من شفيع إلا من بعد إذنه) * أي ما يشفع إليه أحد إلا بعد أن يأذن هو له في الشفاعة وفي هذا رد على المشركين الذين يزعمون أن الأصنام تشفع لهم * (وعد الله حقا) * نصب وعد على المصدر المذكور المؤكد للرجوع إلى الله ونصب حقا على المصدر المؤكد لوعد الله * (إنه يبدأ الخلق ثم يعيده) * أي يبدؤه في الدنيا ويعيده بعد الموت في الآخرة والبداءة دليل على العودة * (ليجزي) * تعليل للعودة وهي البعثة * (بالقسط) * أي بعدله في جزائهم أو بقسطهم في أعمالهم الصالحة * (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا) * وصف أفعال الله وقدرته وحكمته والضياء أعظم من النور * (وقدره منازل) * الضمير للقمر والمعنى قدر سيره في منازل * (والحساب) * يعني حساب الأوقات من الأشهر والأيام والليالي * (ما خلق الله ذلك إلا بالحق) * أي
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»