عاهدتم) يريد الذين لم ينقضوا العهد * (فإذا انسلخ الأشهر الحرم) * يعني الأشهر الأربعة التي جعلت لهم فمن قال إنها شوال وذو القعدة وذو الحجة والمحرم فهي الحرم المعروفة زاد فيها شوال ونقص رجب وسميت حرما تغليبا للأكثر ومن قال إنها إلى ربيع الثاني فسميت حرما لحرمتها ومنع القتال فيها حينئذ * (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) * ناسخة لكل موادعة في القرآن وقيل إنها نسخت أيضا فإما منا بعد وإما فداء وقيل بل نسختها هي فيجوز المن والفداء * (وخذوهم) * معناه الأسر والأخيذ هو الأسير * (كل مرصد) * كل طريق ونصبه على الظرفية * (فإن تابوا) * يريد من الكفر ثم قرن بالإيمان الصلاة والزكاة فذلك دليل على قتال تارك الصلاة والزكاة كما فعل أبو بكر الصديق رضي الله عنه والآية في معنى قوله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة * (فخلوا سبيلهم) * تأمين لهم * (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره) * هو من الجوار أي استأمنك فأمنه حتى يسمع القرآن ليرى هل يسلم أم لا * (ثم أبلغه مأمنه) * أي إن لم يسلم فرده إلى موضعه وهذا الحكم ثابت عند قوم وقال قوم نسخ بالقتال * (كيف يكون للمشركين عهد) * لفظ استفهام ومعناه استنكار واستبعاد * (إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام) * قيل المراد قريش وقيل قبائل بني بكر * (فما استقاموا) * ما ظرفية * (كيف) * تأكيد للأولى وحذف الفعل بعدها للعلم به تقديره كيف يكون لهم عهد * (لا يرقبوا) * أي لا يراعوا * (إلا ولا ذمة) * الإل القرابة وقيل الحلف والذمة العهد * (وأكثرهم فاسقون) * استثنى من قضى له بالإيمان * (أئمة الكفر) * أي رؤساء أهله قيل إنهم أبو جهل لعنه الله وأمية بن خلف وعتبة بن ربيعة وأبو سفيان بن حرب وسهيل بن عمرو وحكى ذلك الطبري وهو ضعيف لأن أكثر هؤلاء كان قد مات قبل نزول هذه السورة والأحسن أنها على العموم " لا أيمان
(٧١)