التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٦٧
أي قوتكم ونشاطكم وذلك استعارة * (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم) * يعني كفار قريش حين خرجوا لبدر * (بطرا) * أي عتوا وتكبرا * (وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم) * الآية لما خرجت قريش إلى بدر تصور لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك فقال لهم إني جار لكم من قومي وكانوا قد خافوا من قومه ووعدهم بالنصر * (نكص) * أي رجع إلى وراء * (إني أرى ما لا ترون) * رأى الملائكة تقاتل * (يقول المنافقون) * الذين كانوا بالمدينة وقيل الذين كانوا مع الكفار وهم نفر من قريش منهم قيس بن الوليد بن المغيرة وأبو قيس ابن الفاكه بن المغيرة والحارث بن ربيعة بن الأسود وعلي بن أمية بن خلف والعاصي بن أمية بن الحجاج وكانوا قد أسلموا ولم يهاجروا وخرجوا يوم بدر مع الكفار فقالوا هذه المقالة * (غر هؤلاء دينهم) * أي اغتر المسلمون بدينهم فأدخلوا أنفسهم فيما لا طاقة لهم به * (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة) * ذلك فيمن قتل يوم بدر * (وأدبارهم) * أي إستاههم وقيل ظهورهم * (وذوقوا) * هذا من قول الملائكة لهم تقديره ويقولون لهم ذوقوا والقول المحذوف معموله معطوف على يضربون ويحتمل أن يكون ما بعده من قول الملائكة أو يكون مستأنفا * (ذلك بأن الله) * تقديره عند سيبويه الأمر ذلك والباء سببية والمعنى أن الله لا يغير نعمة على عبيده حتى يغيروا هم بالكفر والمعاصي * (كدأب) * ذكر في آل عمران * (الذين عاهدت منهم) * يريد بني قريظة * (فشرد بهم من خلفهم) * أي افعل بهم من النقمة ما يزجر غيرهم * (وإما تخافن من قوم خيانة) * أي نقضا للعهد * (فانبذ إليهم) * أي رد العهد الذي بينك وبينهم والمفعول محذوف تقديره فانبذ إليهم عهدهم * (على سواء) *
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»