التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٦٤
بالطاعة * (وأنتم تسمعون) * أي تسمعون القرآن والمواعظ * (كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون) * هم الكفار سمعوا بآذانهم دون قلوبهم فسماعهم كلا سماع * (إن شر الدواب) * أي كل من يدب والمقصود أن الكفار شر الخلق قال ابن قتيبة نزلت هذه الآية في بني عبد الدار فإنهم جدوا في القتال مع المشركين * (لما يحييكم) * أي للطاعة وقيل للجهاد لأنه يحيا بالنصر * (يحول بين المرء وقلبه) * قيل يميته وقيل يصرف قلبه كيف يشاء فينقلب من الإيمان إلى الكفر ومن الكفر إلى الإيمان وشبه ذلك * (فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) * أي لا تصيب الظالمين وحدهم بل تصيب معهم من لم يغير المنكر ولم ينه عن الظلم وإن كان لم يظلم وحكى الطبري أنها نزلت في علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر وطلحة والزبير وأن الفتنة ما جرى لهم يوم الجمل ودخلت النون في تصيبن لأنه بمعنى النهي * (إذ أنتم قليل) * الآية أي حين كانوا بمكة وآواكم بالمدينة وأيدكم بنصره في بدر وغيرها * (لا تخونوا الله) * نزلت في قصة أبي لبابة حين أشار إلى بني قريظة أن ليس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الذبح وقيل المعنى لا تخونوا بغلول الغنائم ولفظها عام * (وتخونوا أماناتكم) * عطف على لا تخونوا أو منصوب * (يجعل لكم فرقانا) * أي تفرقة بين الحق والباطل وذلك دليل على أن التقوى تنور القلب وتشرح الصدر وتزيد في العلم والمعرفة * (وإذ يمكر بك الذين كفروا) * عطف على إذ أنتم قليل أو استئناف وهي إشارة إلى اجتماع قريش بدار الندوة بمحضر إبليس في صورة شيخ نجدي الحديث بطوله * (ليثبتوك) * أي ليسجنونك * (قالوا قد سمعنا) * قيل نزلت في النضر بن الحارث كان قد تعلم من أخبار فارس والروم فإذا سمع القرآن وفيه أخبار الأنبياء قال لو شئت لقلت مثل هذا وقيل هي في سائر قريش * (أساطير الأولين) * أي أخبارهم المسطورة * (وإذ قالوا اللهم) * الآية قالها النضر بن الحارث أو سائر قريش لما كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم دعوا على أنفسهم إن كان أمره
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»