التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٦٨
أي على معادلة وقيل معناه إن تستوي معهم في العلم بنقض العهد " ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا " أي لا تظن أنهم فاتوا ونجوا بأنفسهم * (إنهم لا يعجزون) * أي لا يفوتون في الدنيا ولا في الآخرة * (وأعدوا لهم) * الضمير للذين ينبذ لهم العهد أو للذين لا يعجزون وحكمه عام في جميع الكفار * (من قوة) * قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا إن القوة الرمي * (ومن رباط الخيل) * قال الزمخشري الرباط اسم للخيل التي تربط في سبيل الله وقال ابن عطية رباط الخيل جمع ربط أو مصدر * (عدو الله وعدوكم) * يعني الكفار * (وآخرين) * يعني المنافقين وقيل بني قريظة وقيل الجن لأنها تنفر من صهيل الخيل وقيل فارس والأول أرجح لقوله مردوا على النفاق * (لا تعلمونهم الله يعلمهم) * قال السهيلي لا ينبغي أن يقال فيهم شيء لأن الله تعالى قال لا تعلمونهم فكيف يعلمهم أحد وهذا لا يلزم لأن معنى قوله لا تعلمونهم لا تعرفونهم أي لا تعرفون آحادهم وأعيانهم وقد يعرف صنفهم من الناس ألا ترى أنه قال مثل ذلك في المنافقين * (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) * السلم هنا المهادنة والآية منسوخة بآية القتال في براءة لأن مهادنة كفار العرب لا تجوز * (وألف بين قلوبهم) * قيل المراد بين قلوب الأوس والخزرج إذ كانت بينهما عداوة فذهبت بالإسلام واللفظ عام * (ومن اتبعك من المؤمنين) * عطف على اسم الله وقال الزمخشري مفعول معه والواو بمعنى مع أي حسبك وحسب من اتبعك الله * (إن يكن منكم عشرون صابرون) * الآية إخبار يتضمن وعدا بشرط الصبر ووجود ثبوت الواحد للعشرة ثم نسخ بثبوت الواحد للاثنين * (ذلك بأنهم قوم لا يفقهون) * أي يقاتلون على غير دين ولا بصيرة فلا يثبتون * (ما كان لنبي أن يكون له أسرى) * لما أخذ الأسرى يوم بدر أشار أبو بكر بحياتهم وأشار عمر بقتلهم فنزلت الآية عتابا على استبقائهم * (حتى يثخن في الأرض) * أي يبايع في القتال * (تريدون عرض الدنيا) * عتاب لمن رغب في فداء الأسرى * (لولا كتاب من الله سبق) * الكتاب ما قضاه الله في الأزل من العفو عنهم وقيل ما قضاه الله
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»