التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ٦٥
هو الحق والصحيح أن الذي دعا بذلك أو جهل رواه البخاري ومسلم في كتابيهما وانتصب الحق لأنه خبر كان وقال الزمخشري معنى كلامهم جحود أي إن كان هذا هو الحق فعاقبنا على إنكاره ولكنه ليس بحق فلا نستوجب عقابا وليس مرادهم الدعاء على أنفسهم إنما مرادهم نفي العقوبة عن أنفسهم * (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) * إكراما للنبي صلى الله عليه وسلم * (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) * أي لو آمنوا واستغفروا فإن الاستغفار أمان من العذاب قال بعض السلف كان لنا أمانان من العذاب وهما وجود النبي صلى الله عليه وسلم والاستغفار فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم ذهب الأمان الواحد وبقي الآخر وقيل الضمير في يعذبهم للكفار وفي وهم يستغفرون للمؤمنين الذين كانوا بين أظهرهم * (وما لهم ألا يعذبهم الله) * المعنى أي شيء يمنع من عذابهم وهم يصدون أي يمنعون المؤمنين من المسجد الحرام والجملة في موضع الحال وذلك من الموجب لعذابهم * (وما كانوا أولياءه) * الضمير للمسجد الحرام أو لله تعالى * (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) * المكاء التصفير بالفم والتصدية التصفيق باليد وكانوا يفعلونهما إذا صلى المسلمون ليخلطوا عليهم صلاتهم * (ينفقون أموالهم) * الآية نزلت في اتفاق قريش في غزوة أحد وقيل إنها نزلت في أبي سفيان بن حرب فإنه استأجر العير من الأحباش فقاتل بهم النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد * (تكون عليهم حسرة) * أي يتأسفون على انفاقها من غير فائدة أو يتأسفون في الآخرة * (ثم يغلبون) * إخبار بالغيب * (ليميز الله الخبيث من الطيب) * معنى يميز يفرق بين الخبيث والطيب والخبيث هنا الكفار والطيب المؤمنون وقيل الخبيث ما أنفقه الكفار والطيب ما أنفقه المؤمنون واللام في ليميز على هذا تتعلق بيغلبون وعلى الأول بيحشرون * (فيركمه) * أي يضمه ويجعل بعضه فوق بعض * (إن ينتهوا) * يعني عن الكفر إلى الإسلام لأن الإسلام يجب ما قبله ولا تصح المغفرة إلا به * (وإن يعودوا) * يعني إلى القتال * (فقد مضت سنة الأولين) * تهديد بما جرى لهم يوم بدر وبما جرى للأمم السالفة * (حتى لا تكون فتنة) * الفتنة هنا الكفر فالمعنى قاتلوهم حتى لا يبقى كافر وهو كقوله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله " واعلموا
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»