جبريل عنها فقال لا أدري حتى أسأل ثم رجع فقال يا محمد إن ربك يأمرك أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك وعن جعفر الصادق أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم فيها بمكارم الأخلاق وهي على هذا ثابتة الحكم وهو الصحيح وقيل كانت مداراة للكفار ثم نسخت بالقتال * (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ) * نزغ الشيطان وسوسته بالتشكيك في الحق والأمر بالمعاصي أو تحريك الغضب فأمر الله بالاستعاذة منه عند ذلك كما ورد في الحديث أن رجلا اشتد غضبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما به نعوذ بالله من الشيطان الرجيم * (طائف من الشيطان) * معناه لمة منه كما جاء إن للشيطان لمة وللملك لمة ومن قرأ طائف بالألف فهم اسم فاعل ومن قرأ طيف بياء ساكنة فهو مصدر أو تخفيف من طيف المشدد كميت وميت * (تذكروا) * حذف مفعوله ليعم كل ما يذكر من خوف عقاب الله أو رجاء ثوابه أو مراقبته والحياء منه أو عداوة الشيطان والاستعاذة منه والنظر والاعتبار وغير ذلك * (فإذا هم مبصرون) * هو من بصيرة القلب * (وإخوانهم يمدونهم في الغي) * الضمير في إخوانهم للشياطين وأريد بقوله طائف من الشيطان الجنس ولذلك أعيد عليه ضمير الجماعة وإخوانهم هم الكفار ومعنى يمدونهم يكونون مددا لهم يعضدونهم وضمير المفعول في يمدونهم للكفار وضمير الفاعل للشيطان ويحتمل أن يريد بالإخوان الشياطين ويكون الضمير في إخوانهم للكفار والمعنى على الوجهين أن الكفار يمدهم الشيطان وقرئ يمدونهم بضم الياء وفتحها والمعنى واحد وفي الغي يتعلق بيمدونهم وقيل يتعلق بإخوانهم كما تقول إخوة في الله أو في الشيطان * (ثم لا يقصرون) * أي لا يقصر الشياطين عن إمداد إخوانهم الكفار أو لا يقصر الكفار عن غيهم وفي الآية من إدراك البيان لزوم ما لا يلزم بالالتزام الصاد قبل الراء في مبصرون ولا يقصرون * (وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها) * الضمير في لم تأتهم للكفار ولولا هنا عوض وفي معنى اجتبيتها قولان أحدهما اخترعتها من قبل نفسك فالآية على هذا من القرآن وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتأخر عنه الوحي أحيانا فيقول الكفار هلا جئت بقرآن من قولك والآخر معناه طلبتها من الله وتخيرتها عليه فالآية على هذا معجزة أي يقولون اطلب المعجزة من الله * (قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي) * معناه لا أخترع القرآن على القول الأول ولا أطلب آية من الله على القول الثاني * (هذا بصائر) * أي علامات هدى والإشارة إلى القرآن * (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) * فيه ثلاثة أقوال أحدها أن الإنصات المأمور به هو لقراءة الإمام في الصلاة والثاني أنه الإنصات للخطبة والثالث أنه الإنصات لقراءة القرآن على الإطلاق وهو الراجح لوجهين أحدهما أن اللفظ عام ولا دليل على تخصيصه والثاني أن الآية مكية والخطبة إنما
(٥٩)