في الجنة وصاروا إخوانا أحبابا وإنما قال نزعنا بلفظ الماضي وهو مستقبل لتحقق وقوعه في المستقبل حتى عبر عنه بما يعبر عن الواقع وكذلك كل ما جاء بعد هذا من الأفعال الماضية في اللفظ وهي تقع في الآخرة كقوله نادى أصحاب الجنة ونادى أصحاب الأعراف ونادى أصحاب النار وغير ذلك * (هدانا لهذا) * إشارة إلى الجنة أو إلى ما أوجب من الإيمان والتقوى * (أن تلكم الجنة) * وأن قد وجدنا وأن لعنة وأن سلام يحتمل أن يكون أن في كل واحدة منها مخففة من الثقيلة فيكون فيها ضميرا أو حرف عبارة وتفسير المعنى القول * (ما وعدنا ربنا حقا) * حذف مفعول وعد استغناء عنه بمفعول وعدنا أو لإطلاق الوعد فيتناول الثواب والعقاب * (أذن مؤذن) * أي أعلم معلم وهو ملك * (وبينهما حجاب) * أي بين الجنة والنار أو بين أصحابهما وهو أرجح لقوله فضرب بينهم بسور * (الأعراف) * قال ابن عباس هو تل بين الجنة والنار وقيل سور الجنة * (رجال) * هم أصحاب الأعراف ورد في الحديث أنهم قوم من بني آدم استوت حسناتهم وسيئاتهم فلم يدخلوا الجنة ولا النار وقيل هم قوم خرجوا إلى الجهاد بغير إذن آبائهم فاستشهدوا فمنعوا من الجنة لعصيان آبائهم ونجوا من النار للشهادة * (يعرفون كلا بسيماهم) * أي يعرفون أهل الجنة بعلامتهم من بياض وجوههم ويعرفون أهل النار بعلامتهم من سواد وجوههم أو غير ذلك من العلامات * (ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم) * أي سلام أصحاب الأعراف على أهل الجنة * (لم يدخلوها وهم يطمعون) * أي أن أصحاب الأعراف لم يدخلوا الجنة وهم يطمعون في دخولها من بعد * (وإذا صرفت أبصارهم) * الضمير لأصحاب الأعراف أي إذا رأوا أصحاب النار دعوا الله أن لا يجعلهم معهم * (ونادى أصحاب الأعراف رجالا) * يعني من الكفار الذين في النار قالوا لهم ذلك على وجه التوبيخ * (جمعكم) * يحتمل أن يكون أراد جمعهم للمال أو كثرتهم * (وما كنتم تستكبرون) * أي استكباركم على النار أو استكباركم على الرجوع إلى الحق فما ها هنا مصدرية وما في قوله ما أغنى استفهامية أو نافية * (أهؤلاء الذين أقسمتم) * من كلام أصحاب الأعراف خطابا لأهل النار والإشارة بهؤلاء إلى أهل الجنة وذلك أن الكفار كانوا في الدنيا يقسمون أن الله لا يرحم المؤمنين ولا يعبأ بهم فظهر خلاف ما قالوا وقيل هي من كلام الملائكة خطابا لأهل النار والإشارة بهؤلاء إلى أصحاب
(٣٣)