يستوون) أي هل يستوي العبيد والأحرار الذين ضرب لهم المثل * (الحمد لله) * شكرا لله على بيان هذا المثال ووضوح الحق * (بل أكثرهم لا يعلمون) * يعني الكفار * (وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم) * الآية مثل لله تعالى وللأصنام كالذي قبله والمقصود منهما إبطال مذاهب المشركين وإثبات الوحدانية لله تعالى وقيل إن الرجل الأبكم أبو جهل والذي يأمر بالعدل عمار بن ياسر والأظهر عدم التعيين * (وهو كل على مولاه) * الكل الثقيل يعني أنه عيال على وليه أو سيده وهو مثل للأصنام والذي يأمر بالعدل هو الله تعالى * (وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب) * بان لقدرة الله على إقامتها وأن ذلك يسير عليه كقوله ما خلقتكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة وقيل المراد سرعة إتيانها * (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم) * الأمهات جمع أم زيدت فيه الهاء فرقا بين من يعقل ومن لا يعقل وقرئ بضم الهمزة وبكسرها اتباعا للكسرة قبلها * (في جو السماء) * أي في الهواء البعيد من الأرض * (والله جعل لكم من بيوتكم سكنا) * السكن مصدر يوصف به وقيل هو فعل بمعنى مفعول ومعناه ما يسكن فيه كالبيوت أو يسكن إليه * (وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا) * يعني الأدم من القباب وغيرها * (تستخفونها) * أي تجدونها خفيفة * (يوم ظعنكم ويوم إقامتكم) * يعني في السفر والحضر واليوم هنا بمعنى الوقت ويقال ظعن الرجل إذا رحل وقرئ ظعنكم بفتح العين وإسكانها تخفيفا * (ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها) * الأصواف للغنم والأوبار للإبل والأشعار للمعز والبقر * (أثاثا) * الأثاث متاع البيت من البسط وغيرها وانتصابه على أنه مفعول بفعل مضمر تقديره جعل * (ومتاعا إلى حين) * أي إلى وقت غير معين ويحتمل أن يريد إلى أن تبلى وتفنى أو إلى أن تموت * (والله جعل لكم مما خلق ظلالا) * أي نعمة عددها الله عليهم بالظل لأن الظل مطلوب في بلادهم محبوب لشدة حرها ويعني بما خلق من الشجر وغيرها * (وجعل لكم من الجبال أكنانا) * الأكنان جمع كن وهو ما بقي من المطر والريح وغير ذلك ويعني بذلك الغيران والبيوت المنحوتة في الجبال * (وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر) * السرابيل هي الثياب من القمص وغيرها وذكر وقاية الحر ولم يذكر وقاية البرد لأن وقاية الحر أهم عندهم لحرارة بلادهم وقيل لأن ذكر أحدهما يغني عن ذكر الآخر * (وسرابيل تقيكم بأسكم) * يعني دروع الحديد " يعرفون نعمت الله "
(١٥٩)