التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٤٨
سكرتهم يعمهون) الضمير لقوم لوط وسكرتهم ضلالهم وجهلهم ويعمهون أي يتحيرون * (فأخذتهم الصيحة) * أي صيحة جبريل وهي أخذه لهم * (مشرقين) * أي داخلين في الشروق وهو وقت بزوغ الشمس وقد تقدم تفسير ما بعد هذا من قصتهم في هود * (للمتوسمين) * أي للمتفرسين ومنه فراسة المؤمن وقيل للمعتبرين وحقيقة التوسم النظر إلى السيمة * (وإنها لبسبيل مقيم) * أي بطريق ثابت يراه الناس والضمير للمدينة المهلكة * (وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين) * أصحاب الأيكة قوم شعيب والأيكة الغيضة من الشجر لما كفروا أضرمها الله عليهم نارا * (وإنهما لبإمام مبين) * الضمير في إنهما قيل إنه لمدينة قوم لوط وقوم شعيب فالإمام على هذا الطريق أي إنهما بطريق واضح يراه الناس وقيل الضمير للوط وشعيب أي إنهما على طريق من الشرع واضح والأول أظهر * (أصحاب الحجر) * هم ثمود قوم صالح والحجر واديهم وهو بين المدينة والشام * (المرسلين) * ذكره بالجمع وإنما كذبوا واحدا منهم وفي ذلك تأويلان أحدهما أن من كذب واحدا من الأنبياء لزمه تكذيب الجميع لأنهم جاءوا بأمر متفق من التوحيد والثاني أنه أراد الجنس كقولك فلانا يركب الخيل وإن لم يركب إلا فرسا واحدا * (وآتيناهم آياتنا) * يعني الناقة وما كان فيها من العجائب * (وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا) * النحت النقر بالمعاويل وشبهها في الحجر والعود وشبه ذلك وكانوا ينقرون بيوتهم في الجبال * (أمنين) * يعني آمنين من تهدم بيوتهم لوثاقتها وقيل آمنين من عذاب الله * (إلا بالحق) * يعني أنها لم تخلق عبثا * (فاصفح الصفح الجميل) * قيل إن الصفح الجميل هو الذي ليس معه عقاب ولا عتاب وفي الآية مهادنة للكفار منسوخة بالسيف * (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) * يعني أم القرآن لأنها سبع آيات وقيل يعني السور السبع الطوال وهي البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال مع براءة والأول أرجح لوروده في الحديث والمثاني مشتق من التثنية وهي التكرير لأن الفاتحة تكرر قراءتها في الصلاة ولأن غيرها من السور تكرر فيها القصص وغيرها وقيل هي مشتقة من الثناء لأن فيها ثناء على الله ومن يحتمل أن تكون للتبعيض أو لبيان الجنس وعطف القرآن على السبع المثاني لأنه يعني ما سواها من القرآن فهو عموم بعد الخصوص * (لا تمدن عينيك) * أي لا تنظر إلى ما متعناهم به في الدنيا كأنه يقول قد آتيناك السبع المثاني والقرآن العظيم فلا تنظر إلى الدنيا فإن الذي أعطيناك أعظم منها * (أزواجا منهم) * يعني أصنافا من الكفار
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»