التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٣٤
استئناف كلام والحسنى الجنة وإعرابها مبتدأ وخبرها للذين استجابوا وللذين استجابوا مبتدأ وخبره لو أن لهم ما في الأرض الآية فيوقف على الأمثال وعلى الحسنى وقيل للذين استجابوا يتعلق بيضرب والحسنى مصدرمن معنى استجابوا أي استجابوا الاستجابة الحسنى والذين لم يستجيبوا معطوف على الذين استجابوا والمعنى يضرب الله الأمثال للطائفتين وعلى هذا إنما يوقف على والذين لم يستجيبوا له " سوء الحساب " أي المناقشة والاستقصاء " أفمن يعلم " تقرير والمعنى أسواء من آمن ومن لم يؤمن والأعمى هنا من لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وقيل إنها نزلت في حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وأبي جهل لعنه الله " يصلون ما أمر الله به أن يوصل " القرابات وغيرها " ويدرءون بالحسنة السيئة " قيل يدفعون الشرك بقول لا إله إلا الله وقيل يدفعون من أساء إليهم بالتي هي أحسن والأظهر يفعلون الحسنات فيدرؤن بها السيئات كقوله إن الحسنات يذهبن السيئات وقيل إن هذه الآية نزلت في الأنصار ثم هي عامة في كل مؤمن اتصف بهذه الصفات " عقبى الدار " يعني الجنة ويحتمل أن يريد بالدار الآخرة وأضاف العقبى إليها لأنها فيها ويحتمل أن يريد بالدار الدنيا وأضاف العقبى إليها لأنها عاقبتها * (جنات عدن) * بدل من عقبى الدار أو خبر ابتداء مضمر تفسير العقبى الدار " ومن صلح " أي من كان صالحا * (سلام عليكم) * أي يقولون لهم سلام عليكم " بما صبرتم " يتعلق بمحذوف تقديره هذا بما صبرتم ويجوز أن يتعلق بسلام أي ليسلم عليكم بما صبرتم " والذين ينقضون عهد الله " إلى آخر الآية أوصاف مضافة كما تقدم وقيل إنها في الخوارج والأظهر أنها في الكفار " سوء الدار " يحتمل أن يراد بها الدنيا والآخرة " الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر " أي يوسع على من يشاء ويضيق على من يشاء وهذا تفسيره حيث وقع " وفرحوا بالحياة الدنيا " إخبار في ضمنه ذم وتسفيه لمن فرح بالدنيا لذلك حقرها بقوله وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع أي قليل بالنظر إلى الآخرة " قل إن الله يضل من يشاء " خرج به مخرج التعجب منهم لما طلبوا آية أي قد جاءكم محمد
(١٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»