التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٢٦
أي ما علمنا أنه سيسرق حين أعطيناك الميثاق وقراءة سرق بالفتح تعضد قول الزمخشري والقراءة بالضم تعضد القول الأول * (واسأل القرية) * تقديره واسأل أهل القرية وكذلك أهل العير يعنون الرفقة هذا هو قول الجمهور وقيل المراد سؤال القرية بنفسها والعير بنفسها ولا يبعد أن تخبره الجمادات لأنه نبي والأول أظهر وأشهر على أنه مجاز والقرية هنا هي مصر * (قال بل سولت لكم) * قبله محذوف تقديره فرجعوا إلى أبيهم فقالوا له هذا الكلام فقال بل سولت الآية * (بهم جميعا) * يعني يوسف وأخاه بنيامين وأخاهم الكبير الذي قال لن أبرح الأرض * (وتولى عنهم) * لما لم يصدقهم أعرض عنهم ورجع إلى التأسف * (وقال يا أسفى على يوسف) * تأسف على يوسف دون أخيه الثاني والثالث الذاهبين لأن حزنه عليه كان أشد لإفراط محبته ولأن مصيبته كانت السابقة * (وابيضت عيناه من الحزن) * أي من البكاء الذي هو ثمرة الحزن فقيل إنه عمي وقيل إنه كان يدرك إدراكا ضعيفا وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يعقوب حزن حزن سبعين ثكلى وأعطى أجر مائة شهيد وما ساء ظنه بالله قط * (فهو كظيم) * قيل إنه فعيل بمعنى فاعل أي كاظم لحزنه لا يظهره لأحد ولا يشكو إلا لله وقيل بمعنى مفعول كقوله إذ نادى وهو مكظوم أي مملوء القلب بالحزن أو بالغيظ على أولاده وقيل الكظيم الشديد الحزن " تالله تفتؤ " أي لا تفتؤ والمعنى لا تزال وحذف حرف النفي لأنه لا يلتبس بالإثبات لأنه لو كان إثباتا لكان مؤكدا باللام والنون * (حرضا) * أي مشرفا على الهلاك * (قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله) * رد عليهم في تفنيدهم له أي إنما أشكو إلى الله لا إليكم ولا إلى غيركم والبث أشد الحزن * (وأعلم من الله ما لا تعلمون) * أي أعلم من لطفه ورأفته ورحمته ما يوجب حسن ظني به وقوة رجائي فيه * (يا بني اذهبوا) * يعني إلى الأرض التي تركتم بها أخويكم * (فتحسسوا من يوسف وأخيه) * أي تعرفوا خبرهما والتحسس طلب الشيء بالحواس السمع والبصر وإنما لم يذكر الولد الثالث لأنه بقي هناك اختيارا منه ولأن يوسف وأخاه كانا أحب إليه " ولا تيئسوا من روح الله " أي من رحمة الله * (إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) * إنما جعل اليأس من صفة الكافر لأن سببه تكذيب الربوبية أو جهلا بصفات الله من قدرته وفضله ورحمته * (فلما دخلوا عليه) * أي على يوسف وقيل هذا محذوف تقديره فرجعوا إلى مصر * (الضر) * يريدون به المجاعة أو الهم على إخوتهم * (ببضاعة مزجاة) * يعنون الدراهم التي جاؤوا بها لشراء الطعام والمزجاة القليلة وقيل الرديئة وقيل الناقصة وقيل إن بضاعتهم كانت عروضا
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»