التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٢٧
فلذلك قالوا هذا * (وتصدق علينا) * قيل يعنون بما بين الدراهم الجياد ودراهمهم وقيل أوف لنا الكيل الذي هو حقنا وزدنا على حقنا وسموا الزيادة صدقة ويقتضي هذا أن الصدقة كانت حلالا للأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم وقيل تصدق علينا برد أخينا إلينا * (إن الله يجزي المتصدقين) * قال النقاش هو من المعاريض ذلك أنهم كانوا يعتقدون أنه كافر لأنهم لم يعرفوه فظنوا أنه على دين أهل مصر فلو قالوا إن الله يجزيك بصدقتك كذبوا فقالوا لفظا يوهم أنهم أرادوه وهم لم يريدوه * (قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه) * لما شكوا إليه رق لهم وعرفهم بنفسه وروي أنه كان يكلمهم وعلى وجهه لثام ثم أزال اللثام ليعرفوه وأراد بقوله ما فعلتم بيوسف وأخيه التفريق بينهما في الصغر ومضرتهم ليوسف وإذايتهم أخيه من بعده فإنهم كانوا يذلونه ويشتمونه * (إذ أنتم جاهلون) * اعتذار عنهم فيحتمل أن يريد الجهل بقبح ما فعلوه أو جهل الشباب * (قالوا أئنك لأنت يوسف) * قرئ بالاستفهام والخبر فالخبر على أنهم عرفوه والاستفهام على أنهم توهموا انه هو ولم يحققوه " ومن يتق ويصبر " قيل إنه أراد من يتق في ترك المعصية ويصبر على السجن واللفظ أعم من ذلك * (آثرك الله علينا) * أي فضلك * (لخاطئين) * أي عاصين وفي كلامهم استعطاف واعتراف * (لا تثريب عليكم) * عفو جميل والتثريب التعنيف والعقوبة وقوله اليوم راجع إلى ما قبله فيوقف عليه وهو يتعلق بالتثريب أو بالمقدر في عليكم من معنى الاستقرار قيل إنه يتعلق بيغفر وهذا بعيد لأنه تحكم على الله وإنما يغفر دعاء فكأنه أسقط حق نفسه بقوله لا تثريب عليكم اليوم ثم دعا إلى الله أن يغفر لهم حقه * (اذهبوا بقميصي) * روي أن هذا القميص كان لإبراهيم كساه الله له حين أخرج من النار وكان من ثياب الجنة ثم صار لإسحاق ثم ليعقوب ثم دفعه يعقوب ليوسف وهذا يحتاج إلى سند يوثق به والظاهر أنه كان قميص يوسف الذي بمنزلة قميص كل أحد * (يأت بصيرا) * الظاهر أنه علم ذلك بوحي من الله * (فصلت العير) * أي خرجت من مصر متوجهة إلى يعقوب * (قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف) * كان يعقوب ببيت المقدس ووجد ريح القميص وبينهما مسافة بعيدة * (لولا أن تفندون) * أي تلومونني أو تردون على قولي وقيل معناه تقولون ذهب عقلك لأن الفند هو الخرف * (في ضلالك القديم) * أي ذهابك عن الصواب بإفراط محبتك في يوسف قديما * (فلما أن جاء البشير) * روي أن البشير يهوذا لأنه كان جاء بقميص الدم فقال لإخوته إني ذهبت إليه بقميص القرحة فدعوني أذهب إليه بقميص الفرحة * (قال سوف أستغفر لكم ربي) * وعدهم بالاستغفار لهم فقيل سوفهم إلى السحر لأن
(١٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 ... » »»