بالمعجزات " وسلطان مبين " أي برهان بين " يقدم قومه " أي يتقدم قدامهم في النار كما كانوا في الدنيا يتبعونه على الضلال والكفر " فأوردهم النار " الورود هنا بمعنى الدخول وذكره بلفظ الماضي لتحقق وقوعه * (ويوم القيامة) * عطف على في هذه فإن المراد به في الدنيا " بئس الرفد المرفود " أي العطية المعطاة " قائم وحصيد " باق وداثر " فما أغنت عنهم آلهتهم " حجة على التوحيد ونفي الشريك " تتبيب " أي تخسير " يوم مجموع له الناس " أي يجمعون فيه للحساب والثواب والعقاب وإنما عبر باسم المفعول دون الفعل ليدل على ثبوت الجمع لذلك اليوم لأن لفظ مجموع أبلغ من لفظ يجمع " يوم مشهود " أي يحضره الأولون والآخرون * (يوم يأت) * العامل في الظرف لاتكلم أو فعل مضمر وفاعل يأت ضمير يعود على يوم مشهود وقال الزمخشري يعود على الله تعالى كقوله * (أو يأتي ربك) * ويعضده عود الضمير عليه في قوله بإذنه " فمنهم شقي وسعيد " الضمير يعود على أهل الموقف الذين دل عليهم قوله لا تكلم نفس " زفير وشهيق " الزفير إخراج النفس والشهيق رده وقيل الزفير صوت المحزون والشهيق صوت الباكي وقيل الزفير من الحلق والشهيق من الصدر " خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض " فيه وجهان أحدهما أن يراد به سماوات الآخرة وأرضها وهي دائمة أبدا والآخر أن يكون عبارة عن التأبيد كقول العرب ما لاح كوكب وما ناح الحمام وشبه ذلك مما يقصد به الدوام " إلا ما شاء ربك " في هذا الاستثناء ثلاثة أقوال قيل إنه على طريق التأدب مع الله كقولك إن شاء الله وإن كان الأمر واجبا وقيل المراد به زمان خروج المذنبين من النار ويكون الذين شقوا على هذا يعم الكفار والمذنبين وقيل استثنى مدة كونهم في الدنيا وفي البرزخ وأما الاستثناء في أهل الجنة فيصح فيه القول الأول والثالث دون الثاني " غير مجذوذ " أي غير مقطوع " فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء " المرية الشك والإشارة إلى عبدة
(١١٢)