لم قال هنا وفي قصة شعيب ولما بالواو وقال في قصة صالح ولوط فلما بالفاء فالجواب على ما قال الزمخشري أنه وقع ذلك في قصة صالح ولوط بعد الوعيد فجيء بالفاء التي تقتضي التسبيب كما تقول وعدته فلما جاء الميعاد بخلاف قصة هود وشعيب فإنه لم يتقدم ذلك فيهما فعطف بالواو * (ونجيناهم من عذاب غليظ) * يحتمل أن يريد به عذاب الآخرة ولذلك عطفه على النجاة الأولى التي أراد بها النجاة من الريح ويحتمل أن يريد بالثاني أيضا الريح وكرره إعلاما بأنه عذاب غليظ وتعديدا للنعمة في نجاتهم * (وعصوا رسله) * في جميع الرسل هنا وجهان أحدهما أن من عصى رسولا واحدا لزمه عصيان جميعهم فإنهم متفقون على الإيمان بالله وعلى توحيده والثاني أن يراد الجنس كقولك فلان يركب الخيل وإن لم يركب إلا فرسا واحدا * (ألا إن عادا كفروا ربهم) * هذا تشنيع لكفرهم وتهويل بحرف التنبيه وبتكرار اسم عاد * (ألا بعدا) * أي هلاكا وهذا دعاء عليهم وانتصابه بفعل مضمر فإن قيل كيف دعا عليهم بالهلاك بعد أن هلكوا فالجواب أن المراد أنهم أهل لذلك * (لعاد قوم هود) * بيان لأن عادا اثنان إحداهما قوم هود والأخرى إرم * (هو أنشأكم من الأرض) * لأن آدم خلق من تراب * (واستعمركم فيها) * أي جعلكم تعمرونها فهو من العمران للأرض وقيل هو من العمر نحو استبقاكم من البقاء * (قد كنت فينا مرجوا) * أي كنا نرجو أن ننتفع بك حتى قلت ما قلت وقيل المعنى كنا نرجو أن تدخل في ديننا * (في داركم) * أي بلدكم * (ثلاثة أيام) * قيل إنها الخميس والجمعة والسبت لأنهم عقروا الناقة يوم الأربعاء وأخذهم العذاب يوم الأحد " ومن خزي يؤمئذ " معطوف على نجينا أي نجيناهم من خزي يومئذ * (جاثمين) * ذكر في الأعراف * (كأن لم يغنوا فيها) * أي كأن لم يقيموا فيها والضمير للدار وكذلك في قصة شعيب * (ولقد جاءت رسلنا) * الرسل هنا الملائكة * (إبراهيم بالبشرى) *
(١٠٨)