التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ٢ - الصفحة ١٠٥
ابن عطية أن تكون في شأن نوح عليه السلام فيكون الضمير في يقولون لقوم نوح وفي افتراه لنوح لئلا يعترض ما بين قصة نوح بغيرها وهو بعيد * (إجرامي) * أي ذنبي * (فلا تبتئس) * أي فلا تحزن * (واصنع الفلك بأعيننا) * أي تحت نظرنا وحفظنا * (ووحينا) * أي وتعليمنا لك كيف تصنع الفلك * (ولا تخاطبني في الذين ظلموا) * أي لا تشفع لي فيهم فإني قد قضيت عليهم بالغرق * (كلما) * يحتمل أن يكون جوابها سخروا منه أو قال إن تسخروا * (فسوف تعلمون) * تهديد ومن يأتيه منصوب بتعلمون * (عذاب يخزيه) * هو الغرق والعذاب المقيم عذاب النار * (حتى إذا جاء أمرنا) * غاية لقوله ويصنع الفلك * (وفار التنور) * أي فار بالماء وجعل الله تلك العلامة لنوح ليركب حينئذ في السفينة والمراد بالتنور الذي يوقد فيه عند ابن عباس وغيره وروى أنه كان تنور آدم خلص إلى نوح وقيل التنور وجه الأرض * (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين) * المراد بالزوجين الذكر والأنثى من الحيوان وقرئ من كل بغير تنوين فعمل احمل في اثنين ومن قرأ بالتنوين عمل احمل في زوجين وجعل اثنين نعت له على جهة التأكيد * (وأهلك) * أي قرابتك وهو معطوف على ما عمل فيه احمل * (إلا من سبق عليه القول) * أي من قضى عليه بالعذاب فهو مستثنى من أهله والمراد بذلك ابنه الكافر وامرأته * (ومن آمن) * معطوف على أهلك أي احمل أهلك ومن آمن من غيرهم * (وما آمن معه إلا قليل ) * قيل كانوا ثمانين وقيل عشرة وقيل ثمانية * (وقال اركبوا فيها) * الضمير في قال لنوح والخطاب لمن كان معه والضمير في فيها للسفينة وروى أنهم ركبوا فيها أول يوم من رجب واستقرت على الجودي يوم عاشوراء * (بسم الله مجراها ومرساها) * اشتقاق مجراها من الجري واشتقاق مرساها من الإرساء وهو الثبوت أو من وقوف السفينة ويمكن أن يكونا ظرفين للزمان أو المكان أو مصدرين ويحتمل الإعراب من وجهين أحدهما أن يكون اسم الله في موضع الحال من الضمير في اركبوا والتقدير اركبوا متبركين باسم الله أو قائلين بسم الله فيكون مجراها ومرساها على هذا ظرفين للزمان بمعنى وقت إجرائها وإرسائها أو ظرفين للمكان ويكون العامل فيه ما في قوله بسم الله من معنى الفعل في موضع خبر ويكون قوله بسم الله متصلا مع ما قبله والجملة كلام واحد والوجه الثاني أن يكون كلامين فيوقف على اركبوا فيها ويكون بسم الله في موضع خبر ومجراها ومرساها مبتدأ بمعنى المصدر أي إجراؤها وإرساؤها ويكون بسم الله على هذا مستأنفا غير متصل بما قبله ولكنه من كلام نوح حسبما روى أن نوحا كان إذا أراد أن يجري بالسفينة قال بسم الله فتجري وإذا أراد وقوفها قال بسم الله فتقف * (وهي تجري بهم في موج كالجبال) * روى أن الماء طبق ما بين السماء والأرض فصار الكل
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»