التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١٧٢
أي بنصري والخطاب لبني إسرائيل وقيل للنقباء * (يحرفون الكلم) * اختلف هل أريد تحريف الألفاظ أو المعاني (ولا تزال تطلع على خائنة منهم) أي على خيانة فهو مصدر كالعاقبة وقيل على طائفة خائنة وهو إخبار بأمر مستقبل * (فاعف عنهم) * منسوخ بالسيف والجزية * (ومن الذين قالوا إنا نصارى) * أي ادعوا أنهم أنصار الله وسموا أنفسهم بذلك ثم كفروا بالله ووصفوه بما لا يليق به وتتعلق من الذين بأخذنا ميثاقهم والضمير عائد على النصارى * (فأغرينا) * أي أثبتنا وألصقنا وهو مأخوذ من الإغراء * (يا أهل الكتاب) * في الموضعين يعم اليهود والنصارى وقيل إنها نزلت بسبب اليهود الذين كانوا بالمدينة فإنهم كانوا يذكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصفونه بصفته فلما حل بالمدينة كفروا به * (قد جاءكم رسولنا) * يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وفي الآية دلالة على صحة نبوته لأنه بين لهم ما أخفوه مما في كتبهم وهي أمي لم يقرأ كتبهم * (ويعفو عن كثير) * أي يتركه ولا يفضحكم " فيه نور وكتاب مبين " محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن * (قل فمن يملك من الله شيئا) * الآية رد على الذين قالوا إن الله هو عيسى وهم فرقة من النصارى * (يخلق ما يشاء) * إشارة إلى خلقه عيسى من غير والد * (وقالت اليهود والنصارى) * أي قالت كل فرقة عن نفسها إنهم أبناء الله وأحباؤه والبنوة هنا بنوة الحنان والرأفة وقال الزمخشري المعنى نحن أشياع أبناء الله عندهم وهما المسيح وعزير كما يقول حشم الملوك نحن الملوك * (فلم يعذبكم) * رد عليهم لأنهم قد اعترفوا أنهم يدخلون النار أياما معدودات وقد أخذ الصوفية من الآية أن المحب لا يعذب
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»