التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١٧٧
لا تسقط بالتوبة إلا عن المحارب للنص عليه * (يعذب من يشاء) * قدم العذاب على المغفرة لأنه قوبل بذلك تقدم السرقة على التوبة * (يا أيها الرسول) * الآية خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم على وجه التسلية * (من الذين قالوا آمنا بأفواههم) * هم المنافقون * (ومن الذين هادوا) * يحتمل أن يكون عطفا على الذين قالوا آمنا ثم يكون سماعون استئناف إخبار عن الصنفين المنافقين واليهود ويحتمل أن يكون من الذين هادوا استئنافا منقطعا مما قبله وسماعون راجع إليهم خاصة * (سماعون لقوم آخرين) * أي سماعون كلام قوم آخرين من اليهود الذين لا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم لإفراط البعضة والمجاهرة بالعداوة فقوله لم يأتوك صفة لقوم آخرين والمراد بالقوم الآخرين يهود خيبر والسماعون للكذب بنو قريظة * (يحرفون الكلم من بعد مواضعه) * أي يبدلونه من بعد أن يوضع في موضعه وقصدت به وجوهه القويمة وذلك من صفة اليهود * (يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه) * نزلت بسبب أن يهوديا زنى بيهودية فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود عن حد الزاني عندهم فقالوا نجلدهما ونحمم وجوههما فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في التوراة الرجم فأنكروا ذلك فأمرهم أن يأتوا بالتوراة فقرؤها فجعل أحدهم يده على آية الرجم فقال له عبد الله بن سلام ارفع يدك فرفع فإذا آية الرجم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باليهودي واليهودية فرجما فمعنى قولهم إن أوتيتم هذا فخذوه إن أوتيتم الذي ذكرتم من الجلد والتحميم فخذوه واعملوا به وإن لم تؤتوه وأفتاكم محمد صلى الله عليه وسلم بغيره فاحذروا * (فتنته) * أي ضلالته في الدنيا أو عذابه في الآخرة * (في الدنيا خزي) * الذلة والمسكنة والجزية * (سماعون للكذب) * إن كان الأول في اليهود فكررها هنا تأكيدا وإن كان الأول في المنافقين واليهود فهذا في اليهود خاصة * (أكالون للسحت) * أي للحرام من الرشوة والربا وشبه ذلك * (فاحكم بينهم أو أعرض عنهم) * هذا تخيير للنبي صلى الله عليه وسلم في أن يحكم بين اليهود أو يتركهم وهو أيضا يتناول الحاكم وقيل إنه منسوخ بقوله وأن أحكم بينهم بما أنزل الله * (وكيف يحكمونك) * الآية استبعادلتحكمهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم لا يؤمنون به مع أنهم يخالفون حكم التوراة التي يدعون الإيمان بها فمعنى ثم يتولون من بعد ذلك أي يتولون عن اتباع حكم الله في التوراة من بعد كون حكم الله فيها موجودا عندهم ومعلوما في قضية الرجم وغيرها * (وما أولئك بالمؤمنين) * يعني أنهم لا يؤمنون بالتوراة وبموسى عليه
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»