التسهيل لعلوم التنزيل - الغرناطي الكلبي - ج ١ - الصفحة ١٦١
معناه الأمر بأن يكون أيمانهم على الكمال بكل ما ذكر أو يكون أمرا بالدوام على الإيمان وقيل خطاب لأهل الكتاب الذين آمنوا بالأنبياء المتقدمين معناه الأمر بأن يؤمنوا مع ذلك بمحمد صلى الله عليه وسلم قيل خطاب للمنافقين معناه الأمر بأن يؤمنوا بألسنتهم وقلوبهم * (إن الذين آمنوا ثم كفروا) * الآية قيل هي في المنافقين لترددهم بين الإيمان والكفر وقيل في اليهود والنصارى لأنهم آمنوا بأنبيائهم ثم كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم والأول أرجح لأن الكلام من هنا فيهم والأظهر أنها فيمن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ثم ارتد ثم عاد إلى الإيمان ثم ارتد وازداد كفرا * (لم يكن الله ليغفر لهم) * ذلك فيمن علم الله أن يموت على كفره وقد يكون إضلالهم عقابا لهم بسوء أفعالهم * (وقد نزل عليكم في الكتاب) * الآية إشارة إلى قوله وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم وغيرها وفي الآية دليل على وجوب تجنب أهل المعاصي والضمير في قوله معهم يعود على ما يدل عليه سياق الكلام من الكافرين والمنافقين * (الذين يتربصون بكم) * صفة للمنافقين أي ينتظرون بكم دوائر الزمان * (ألم نستحوذ عليكم) * أي نغلب على أمركم بالنصرة لكم والحمية * (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) * قال علي بن أبي طالب وغيره ذلك في الآخرة وقيل السبيل هنا الحجة البالغة * (يخادعون الله) * ذكر في البقرة * (وهو خادعهم) * تسمية للعقوبة باسم الذنب لأن وبال خداعهم راجع عليهم * (مذبذبين) * أي مضطربين مترددين لا إلى المسلمين ولا إلى الكفار * (سلطانا مبينا) * أي حجة ظاهرة * (إن المنافقين في الدرك الأسفل) * أي في الطبقة السفلى من
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»