تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٦٣
* (لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف) * علالي بعضها فوق بعض * (مبنية) * بنيت بناء النازل على الأرض * (تجري من تحتها الأنهار) * أي من تحت تلك الغرف و * (وعد الله) * مصدر مؤكد لأن قوله * (لهم غرف) * في معنى الوعد * (لا يخلف الله الميعاد) * ولأن الخلف نقص وهو على الله محال * (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء) * هو المطر * (فسلكه) * فأدخله * (ينابيع في الأرض) * هي عيون ومجاري كائنة فيها أو مياه نابعات فيها إذ الينبوع جاء للمنبع وللنابع فنصبها على الظرف أو الحال * (ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه) * أصنافه من بر وشعير وغيرهما أو كيفياته من خضرة وحمرة وغيرهما * (ثم يهيج) * يتم جفافه لأنه إذا تم جفافه حان له أن يثور عن منبته * (فتراه مصفرا) * من يبسه * (ثم يجعله حطاما) * فتاتا * (إن في ذلك لذكرى) * لتذكيرا بأنه لا بد من صانع حكيم دبره وسواه أو بأنه مثل الحياة الدنيا فلا تغتر بها * (لأولي الألباب) * إذ لا يتذكر به غيرهم * (أفمن شرح الله صدره للإسلام) * حتى تمكن فيه بيسر عبر به عمن خلق نفسه شديدة الاستعداد لقبوله غير متأبية عنه من حيث إن الصدر محل القلب المنيع للروح المتعلق للنفس القابلة للإسلام * (فهو على نور من ربه) * يعني المعرفة والاهتداء إلى الحق وعنه صلى الله عليه وسلم إذا دخل النور قلب انشرح وانفسح فقيل فما علامة ذلك قال الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والتأهب للموت قبل نزوله وخبر * (من) * محذوف دل عليه * (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله) * من أجل ذكره وهو أبلغ من أن يكون عن مكان من لأن القاسي من أجل الشيء أشد تأبيا عن قبوله من القاسي عنه لسبب آخر وللمبالغة في وصف أولئك بالقبول وهؤلاء بامتناع ذكر شرح الصدر وأسنده إلى الله وقابله بقساوة القلب وأسنده إليه * (أولئك في ضلال مبين) * يظهر للناظر بأدنى نظر
(٦٣)
مفاتيح البحث: الموت (1)، الضلال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»