تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٦٧
واستدل به على تكفير المبتدعة فإنهم يكذبون بما علم صدقه وهو ضعيف لأنه مخصوص بمن فاجأ ما علم مجيء الرسول به بالتكذيب * (والذي جاء بالصدق وصدق به) * اللام للجنس ليتناول الرسل والمؤمنين لقوله * (أولئك هم المتقون) * وقيل هو النبي صلى الله عليه وسلم والمراد هو ومن تبعه كما في قوله تعالى * (ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون) * وقيل الجائي هو الرسول والمصدق أبو بكر رضي الله عنه وذلك يقتضي إضمار الذي هو غير جائز وقرئ وصدق به بالتخفيف أي صدق به الناس فأداه إليهم كما نزل من غير تحريف أو صار صادقا بسببه لأنه معجز يدل على صدقه وصدق به على البناء للمفعول * (لهم ما يشاؤون عند ربهم) * في الجنة * (ذلك جزاء المحسنين) * على إحسانهم * (ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا) * خص الأسوأ للمبالغة فإنه إذا كفر كان غيره أولى بذلك أو للإشعار بأنهم لاستعظامهم الذنوب يحسبون أنهم مقصرون مذنبون وأن ما يفرط منهم من الصغائر أسوأ ذنوبهم ويجوز أن يكون بمعنى السيئ كقولهم الناقص والأشج أعدلا بني مروان وقرئ أسوأ جمع سوء * (ويجزيهم أجرهم) * ويعطيهم ثوابهم * (بأحسن الذي كانوا يعملون) * فتعد لهم محاسن أعمالهم بأحسنها في زيادة الأجر وعظمه لفرط إخلاصهم فيها * (أليس الله بكاف عبده) * استفهام إنكار للنفي مبالغة في الإثبات والعبد
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»