تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٥٩
دلالات خلق آدم أولا من غير أب وأم ثم خلق حواء من قصيراه ثم تشعيب الخلق الفائت للحصر منهما و * (ثم) * للعطف على محذوف هو صفة * (نفس) * مثل خلقها أو على معنى واحدة أي من نفس وحدت ثم جعل منها زوجها فشفعها بها أو على * (خلقكم) * لتفاوت ما بين الآيتين فإن الأولى عادة مستمرة دون الثانية وقيل أخرج من ظهره ذريته كالذر ثم خلق منها حواء * (وأنزل لكم) * وقضى أو قسم لكم فإن قضاياه وقسمه توصف بالنزول من السماء حيث كتبت في اللوح المحفوظ أو أحدث لكم بأسباب نازلة كأشعة الكواكب والأمطار * (من الأنعام ثمانية أزواج) * ذكر وأنثى من الإبل والبقر والضأن والمعز * (يخلقكم في بطون أمهاتكم) * بيان لكيفية ما ذكر من الأناسي والأنعام إظهارا لما فيها من عجائب القدرة غير أنه غلب أولي العقل أو خصهم بالخطاب لأنهم المقصودون * (خلقا من بعد خلق) * حيوانا سويا من بعد عظام مكسوة لحما من بعد عظام عارية من بعد مضغ من بعد علق من بعد نطف * (في ظلمات ثلاث) * ظلمة البطن والرحم والمشيمة أو الصلب والرحم والبطن * (ذلكم) * الذي هذه أفعاله * (الله ربكم) * هو المستحق لعبادتكم والمالك * (له الملك لا إله إلا هو) * إذ لا يشاركه في الخلق غيره * (فأنى تصرفون) * يعدل بكم عن عبادته إلى الإشراك * (إن تكفروا فإن الله غني عنكم) * عن إيمانكم * (ولا يرضى لعباده الكفر) * لاستضرارهم به رحمة عليهم * (وإن تشكروا يرضه لكم) * لأنه سبب فلا حكم وقرأ ابن كثير ونافع في رواية وأبو عمرو والكسائي بإشباع ضمة الهاء لأنها صارت بحذف الألف موصولة بمتحرك وعن أبي عمرو ويعقوب إسكانها وهو لغة فيها * (ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون) * بالمحاسبة والمجازاة * (إنه عليم بذات الصدور) * فلا تخفى عليه خافية من أعمالكم * (وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه) * لزوال ما ينازع العقل في الدلالة على أن مبدأ الكل منه * (ثم إذا خوله) * أعطاه من الخول وهو التعهد أو الخول وهو الافتخار * (نعمة منه) * من الله * (نسي ما كان يدعو إليه) * أي الضر الذي كان يدعو الله إلى كشفه أو ربه الذي كان يتضرع إليه و * (ما) * مثل الذي في قوله * (وما خلق الذكر والأنثى) * * (من قبل) * من نعمة * (وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله) * وقرأ ابن كثير وأبو عمرو
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»