تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٣٩٤
فتكونوا على حال تأملون فيها تعظيمها إياكم و * (لله) * بيان للموقر ولو تأخر لكان صلة ل * (وقارا) * أو لا تعتقدون له عظمة فتخافوا عصيانة وإنما عبر عن الاعتقاد بالرجاء التابع لأدنى الظن مبالغة * (وقد خلقكم أطوارا) * حال مقررة للإنكار من حيث إنها موجبة للرجاء فإنه خلقهم * (أطوارا) * أي تارات إذ خلقهم أولا عناصر ثم مركبات تغذي الإنسان ثم أخلاطا ثم نطفا ثم علقا ثم مضغا ثم عظاما ولحوما ثم أنشأهم خلقا آخر فإنه يدل على أنه يمكن أن يعيدهم تارة أخرى فيعظمهم بالثواب وعلى أنه تعالى عظيم القدرة تام الحكمة ثم أتبع ذلك ما يؤيده من آيات الآفاق فقال * (ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا) * أي في السماوات وهو في السماء الدنيا وإنما نسب إليهن من الملابسة * (وجعل الشمس سراجا) * مثلها به لأنها تزيل ظلمة الليل عن وجه الأرض كما يزيلها السراج عما حوله * (والله أنبتكم من الأرض نباتا) * أنشأكم منها فاستعير الإنبات للإنشاء لأنه أدل على الحدوث والتكون من الأرض وأصله * (أنبتكم من الأرض) * إنباتا فنبتم نباتا فاختصره اكتفاء بالدلالة الالتزامية * (ثم يعيدكم فيها) * مقبورين * (ويخرجكم إخراجا) * بالحشر وأكده بالمصدر كما أكد به الأول دلالة على أن الإعادة محققة كالإ بداء وأنها تكون لا محالة * (والله جعل لكم الأرض بساطا) * تتقلبون عليها * (لتسلكوا منها سبلا فجاجا) * واسعة جمع فج ومن لتضمن الفعل معنى الاتخاذ * (قال نوح رب إنهم عصوني) * فيما أمرتهم به * (واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا) * واتبعوا رؤساءهم البطرين بأموالهم المغترين بأولادهم بحيث صار ذلك سببا
(٣٩٤)
مفاتيح البحث: الظلم (1)، الظنّ (1)، الوسعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 ... » »»