تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٣٩٣
* (وإني كلما دعوتهم) * إلى الإيمان اتغفر لهم بسببه * (جعلوا أصابعهم في آذانهم) * سدوا مسامعهم عن استماع الدعوة * (واستغشوا ثيابهم) * تغطوا بها لئلا يروني كراهة النظر إلي من فرط كراهة دعوتي أو لئلا أعرفهم فأدعوهم والتعبير بصيغة الطلب للمبالغة * (وأصروا) * وأكبوا على الكفر والمعاصي مستعار من أصر الحمار على العانة إذا صر أذنيه وأقبل عليها * (واستكبروا) * عن اتباعي * (استكبارا) * عظيما * (ثم إني دعوتهم جهارا ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا) * أي دعوتهم مرة بعد أخرى وكرة بعد أولى على أي وجه أمكنني و * (ثم) * لتفاوت الوجوه فإن الجهار أغلظ من الإسرار والجمع بينهما أغلظ من الإفراد لتراخي بعضها عن بعض و * (جهارا) * نصب على المصدر لأنه أحد نوعي الدعاء أو صفة مصدر محذوف بمعنى دعاء * (جهارا) * أي مجاهرا به أو الحال فيكون بمعنى مجاهرا * (فقلت استغفروا ربكم) * بالتوبة عن الكفر * (إنه كان غفارا) * للتائبين وكأنهم لما أمرهم بالعبادة قالوا إن كنا على حق فلا نتركه وإن كنا على باطل فكيف يقبلنا ويلطف بنا من عصيناه فأمرهم بما يجب معاصيهم ويجلب إليهم المنح ولذلك وعدهم عليه ما هو أوقع في قلبهم وقيل لما طالت دعوتهم وتمادى إصرارهم حبس الله عنهم القطر أربعين سنة وأعقم أرحام نسائهم فوعدهم بذلك على الاستغفار عما كانوا عليه بقوله * (يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) * ولذلك شرع الاستغفار في الاستسقاء و * (السماء) * تحتمل المظلة والسحاب والمدرار كثير الدرور ويستوي في هذا البناء المذكر والمؤنث والمراد بال * (جنات) * البساتين * (ما لكم لا ترجون لله وقارا) * لا تأملون له توقيرا أي تعظيما لمن عبده وأطاعه
(٣٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 ... » »»