تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٣٩٨
على أنه استئناف أو مقول وفتح الباقون الكل إلا ما صدر بالفاء على أن ما كان من قولهم فمعطوف على محل الجار والمجرور في * (به) * كأنه قيل صدقنا * (وأنه تعالى جد ربنا) * أي عظمته من جد فلان في عيني إذا عظم أو سلطانه أو غناه مستعار من الجد الذي هو البخت والمعنى وصفه بالتعالي عن الصاحبة والولد لعظمته أو لسلطانه أو لغناه وقوله * (ما اتخذ صاحبة ولا ولدا) * بيان لذلك وقرئ جدا على التمييز * (جد ربنا) * بالكسر أي صدق ربوبيته كأنهم سمعوا من القرآن ما نبههم على خطأ ما اعتقدوه من الشرك واتخاذ الصاحبة والولد * (وأنه كان يقول سفيهنا) * إبليس أو مردة الجن * (على الله شططا) * قولا ذا شطط وهو البعد ومجاوزة الحد أو هو شطط لفرط ما أشط فيه وهو نسبة الصاحبة والولد إلى الله * (وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا) * اعتذار عن اتباعهم السفيه في ذلك بظنهم أن أحدا لا يكذب على الله و * (كذبا) * نصب على المصدر لأنه نوع من القول أو الوصف المحذوف أي قولا مكذوبا فيه ومن قرأ إن لن تقول كيعقوب جعله مصدرا لأن التقول لا يكون إلا * (كذبا) * * (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن) * فإن الرجل كان إذا أمسى بقفر قال أعوذ بسيد هذا الوادي من شر سفهاء قومه * (فزادوهم) * فزادوا الجن باستعاذنهم بهم * (رهقا) * كبرا وعتوا أو فزاد الجن والإنس غيا بأن أصلوهم حتى استعاذوا بهم والرهق في الأصل غشيان الشيء * (وأنهم) * وأن الإنس * (ظنوا كما ظننتم) * أيها الجن أو بالعكس والآيتان من كلام الجن بعضهم أو استئناف كلام من الله تعالى ومن فتح * (إن) * فيهما جعلهما من الموحى به * (أن لن يبعث الله أحدا) * ساد مسد مفعولي * (ظنوا) * * (وأنا لمسنا السماء) * طلبنا بلوغ السماء أو خبرها واللمس مستعار من المس للطلب كالجس يقال ألمسه والتمسه وتلمسه كطلبه واطلبه وتطلبه * (فوجدناها ملئت) *
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»