تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ١٩٧
ويجوز نصبه بإضمار إن وقرئ ولا تدعوا من ادعى بمعنى دعا وقرئ أبو بكر و حمزة بكسر السين * (وأنتم الأعلون) * الأغلبون * (والله معكم) * ناصركم * (ولن يتركم أعمالكم) * ولن يضيع أعمالكم من وترت الرجل إذا قتلت متعلقا به من قريب أو حميم فأفردته منه من الوتر شبه به تعطيل ثواب العمل وإفراده منه * (إنما الحياة الدنيا لعب ولهو) * لا ثبات لها * (وإن تؤمنوا وتتقوا يؤتكم أجوركم) * ثواب إيمانكم وتقواكم * (ولا يسألكم أموالكم) * جميع أموالكم بل يقتصر على جزء يسير كربع العشر والعشر * (إن يسألكموها فيحفكم) * فيجهدكم بطلب الكل والإحفاء والإلحاف المبالغة وبلوغ الغاية يقال أحفى شاربه إذ أستأصله * (تبخلوا) * فلا تعطوا * (ويخرج أضغانكم) * ويضغنكم على رسول الله صلى الله عليه وسلم والضمير في يخرج لله تعالى ويؤيده القراءة بالنون أو البخل لأنه سبب الإضغان وقرئ وتخرج بالتاء والياء ورفع * (أضغانكم) * * (ها أنتم هؤلاء) * أي أنتم يا مخاطبون هؤلاء الموصوفون وقوله * (تدعون لتنفقوا في سبيل الله) * استئناف مقرر لذلك أو صلة ل * (هؤلاء) * على أنه بمعنى الذين وهو يعم نفقة الغزو والزكاة وغيرهما * (فمنكم من يبخل) * ناس يبخلون وهو كالدليل على الآية المتقدمة * (ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه) * فإن نفع الإنفاق وضر البخل عائدان إليه والبخل يعدى بعن وعلى لتضمنه معنى الإمساك والتعدي فإنه إمساك عن مستحق * (والله الغني وأنتم الفقراء) * فما يأمركم به فهو لاحتياجكم إليه فإن امتثلتم فلكم وإن توليتم فعليكم * (وإن تتولوا) * عطف على إن تؤمنوا * (يستبدل قوما غيركم) * يقم مقامكم قوما آخرين * (ثم لا يكونوا أمثالكم) * في التولي والزهد في الإيمان وهم الفرس لأنه
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»