تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ١٨٦
معد للكفار واحتج أبو حنيفة رضي الله عنه باقتصارهم على المغفرة والإجارة على أن لا ثواب لهم والأظهر أنهم في توابع التكليف كبني آدم * (ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض) * إذ لا ينجي منه مهرب * (وليس له من دونه أولياء) * يمنعونه منه * (أولئك في ضلال مبين) * حيث أعرضوا عن إجابة من هذا شأنه * (أو لم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن) * ولم يتعب ولم يعجز والمعنى أن قدرته واجبة لا تنقص ولا تنقطع بالإيجاد أبدا الآباء * (بقادر على أن يحيي الموتى) * أي قادر ويدل عليه قراءة يعقوب يقدر والباء مزيدة لتأكيد النفي فإنه مشتمل على * (إن) * وما في حيزها ولذلك أجاب عنه بقوله * (بلى إنه على كل شيء قدير) * تقرير للقدرة على وجه عام يكون كالبرهان على المقصود كأنه صدرالسورة بتحقيق المبدأ أراد ختمها بإثبات المعاد * (ويوم يعرض الذين كفروا على النار) * منصوب بقول مضمر مقولة * (أليس هذا بالحق) * والإشارة إلى العذاب * (قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) * بكفركم في الدنيا ومعنى الأمر هو الإهانة بهم والتوبيخ لهم * (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل) * أولو الثبات و الجد منهم فإنك من جملتهم و * (من) * للتبيين وقيل للتبعيض و * (أولوا العزم) * منهم أصحاب الشرائع اجتهدوا في تأسيسها وتقريرها وصبروا على تحمل مشاقها ومعاداة الطاعنين فيها ومشاهيرهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام وقيل الصابرون على بلاء الله كنوح صبر على أذى قومه كانوا يضربونه حتى يغشى عليه وإبراهيم على النار وذبح ولده و الذبيح على الذبح و يعقوب على فقد الولد والبصر ويوسف على الجب والسجن
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»