تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٢٠٨
وتحملوا * (وألزمهم كلمة التقوى) * كلمة الشهادة أو بسم الله الرحمن الرحيم محمد رسول الله اختارها لهم أو الثبات والوفاء بالعهد وإضافة ال * (كلمة) * إلى * (التقوى) * لأنها سببها أو كلمة أهلها * (وكانوا أحق بها) * من غيرهم * (وأهلها) * والمستأهلين لها * (وكان الله بكل شيء عليما) * فيعلم أهل كل شيء وييسره له * (لقد صدق الله رسوله الرؤيا) * رأى صلى الله عليه وسلم أنه وصحابه دخلوا مكة آمنين وقد حلقوا وقصروا فقص الرؤيا على أصحابه ففرحوا وحسبوا ان ذلك يكون في عامهم فلما تأخر قال بعضهم والله ما حلقنا ولا قصرنا و لا رأينا البيت فنزلت والمعنى صدقة في رؤياه * (بالحق) * ملتبسا به فإن ما رآه كائن لا محالة في وقته المقدر له وهو العام القابل ويجوز أن يكون * (بالحق) * صفة مصدر محذوف أي صدقا ملتبسا * (بالحق) * وهو القصد إلى التمييز بين الثابت على الإيمان والمتزلزل فيه وأن يكون قسما إما باسم الله تعالى أو بنقيض الباطل وقوله * (لتدخلن المسجد الحرام) * جوابه وعلى الأولين جواب قسم محذوف * (إن شاء الله) * تعليق للعدة بالمشيئة تعليما للعباد أو إشعارا بأن بعضهم لا يدخل لموت أو غيبة أو حكاية لما قاله ملك الرؤيا أو النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه * (آمنين) * حال من الواو والشرط معترض * (محلقين رؤوسكم ومقصرين) * أي محلقا بعضكم ومقصرا آخرون * (لا تخافون) * حال مؤكدة أو استئناف أي لا تخافون بعد ذلك * (فعلم ما لم تعلموا) * من الحكمة في تأخير ذلك * (فجعل من دون ذلك) * من دون دخولكم المسجد أو فتح مكة * (فتحا قريبا) * هو فتح خيبر ليستروح إليه قلوب المؤمنين إلى أن يتيسر الموعود * (هو الذي أرسل رسوله بالهدى) * ملتبسا به أو بسببه أو لأجله * (ودين الحق) * وبدين الإسلام * (ليظهره على الدين كله) * ليغلبه على جنس الدين كله بنسخ ما كان حقا وإظهار فساد ما كان باطلا أو بتسليط المسلمين على أهله إذ ما من أهل دين إلا وقد قهرهم
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»