تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٢٠٠
الضعفة عن أيدي الظلمة * (ما تقدم من ذنبك وما تأخر) * جميع ما فرط منك مما يصح أن تعاتب عليه * (ويتم نعمته عليك) * بإعلاء الدين وضم الملك إلى النبوة * (ويهديك صراطا مستقيما) * في تبليغ الرسالة وإقامة مراسم الرئاسة * (وينصرك الله نصرا عزيزا) * نصرا فيه عز ومنعة أو يعز به المنصور فوصف بوصفه مبالغة * (هو الذي أنزل السكينة) * الثبات والطمأنينة * (في قلوب المؤمنين) * حتى ثبتوا حيث تقلق النفوس وتدحض الأقدام * (ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم) * يقينا مع يقينهم برسوخ العقيدة واطمئنان النفس عليها أو نزل فيها السكون إلى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ليزدادوا إيمانا بالشرائع مع إيمانهم بالله واليوم الآخر * (ولله جنود السماوات والأرض) * يدبر أمرها فيسلط بعضها على بعض تارة ويوقع فيما بينهم السلم أخرى كما تقتضيه حكمته * (وكان الله عليما) * بالمصالح * (حكيما) * فيما يقدر ويدبر * (ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها) * علة بما بعده لما دل عليه قوله تعالى * (ولله جنود السماوات والأرض) * من معنى التدبير أي دبر ما دبر من تسليط المؤمنين ليعرفوا نعمة الله فيه ويشكروها فيدخلهم الجنة ويعذب الكفار والمنافقين لما غاظهم من ذلك أو * (فتحنا) * أو * (أنزل) * أو جميع ما ذكر أو * (ليزدادوا) * وقيل أنه بدل منه بدل الاشتمال * (ويكفر عنهم سيئاتهم) * يغطيها ولا يظهرها * (وكان ذلك) * أي الإدخال والتكفير * (عند الله فوزا عظيما) * لأنه منتهى ما يطلب من جلب نفع أو دفع ضر وعند حال من الفوز
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»