تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ٢٠٢
* (سيقول لك المخلفون من الأعراب) * هم أسلم وجهينة ومزينة وغفار استنفرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علم الحديبية فتخلفوا واعتلوا بالشغل بأموالهم وأهاليهم وإنما خلفهم الخذلان وضعف العقيدة والخوف من مقاتلة قريش إن صدوهم * (شغلتنا أموالنا وأهلونا) * إذ لم يكن لنا من يقوم بأشغالهم وقرئ بالتشديد للتكثير * (فاستغفر لنا) * من الله على التخلف * (يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم) * تكذيب لهم في الاعتذار والاستغفار * (قل فمن يملك لكم من الله شيئا) * فمن يمنعكم من مشيئته وقضائه * (إن أراد بكم ضرا) * ما يضركم كقتل أو هزيمة أو خلل في المال والأهل عقوبة على التخلف وقرأ حمزة والكسائي بالضم * (أو أراد بكم نفعا) * ما يضاد ذلك وهو تعريض بالرد * (بل كان الله بما تعملون خبيرا) * فيعلم تخلفكم وقصدكم فيه * (بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا) * لظنكم أن المشركين يستأصلونهم وأهلون جمع أهل وقد يجمع على أهلات كأرضات على أن أصله أهله وأما أهال فاسم جمع كليال * (وزين ذلك في قلوبكم) * فتمكن فيها وقرئ على البناء للفاعل وهو الله أو الشيطان * (وظننتم ظن السوء) * الظن المذكور والمراد التسجيل عليه ب * (السوء) * أو هو وسائر ما يظنون بالله ورسوله من الأمور الزائغة * (وكنتم قوما بورا) * هالكين عند الله لفساد عقيدتكم وسوء نيتكم * (ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا اعتدنا للكافرين سعيرا) * وضع الكافرين موضع الضمير إيذانا بأن من لم يجمع بين الإيمان بالله ورسوله فهو كافر وأنه مستوجب للسعير بكفره وتنكير سعيرا للتهويل أو لأنها نار مخصوصة
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»