تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ١٩٥
لإشعار بأنهم لإبهام أمرها في القساوة أو لفرط جهالتها ونكرها كأنها مبهمة منكورة وإضافة الأقفال إليها للدلالة على أقفال مناسبة لها مختصة بها لا تجانس الأقفال المعهودة وقرئ أقفالها على المصدر * (إن الذين ارتدوا على أدبارهم) * أي ما كانوا عليه من الكفر * (من بعد ما تبين لهم الهدى) * بالدلائل الواضحة والمعجزات الظاهرة * (الشيطان سول لهم) * سهل لهم اقتراف الكبائر من السول وهو الاسترخاء وقيل حملهم على الشهوات من السول وهو التمني وفيه أن السول مهموز قلبت همزته واوا لضم ما قبلها ولا كذلك التسويل ويمكن رده بقولهم هما يتساولان وقرئ سول على تقدير مضاف أي كيد الشيطان * (سول لهم) * * (وأملي لهم) * ومد لهم في الآمال والأماني أو أمهلهم الله تعالى ولم يعاجلهم بالعقوبة لقراءة يعقوب وأملي لهم أي وأنا أملي لهم فتكون الواو للحال أو الاستئناف وقرأ أبو عمرو وأملي لهم على البناء للمفعول وهو ضمير * (الشيطان) * أو * (لهم) * * (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله) * أي قال اليهود للذين كفروا بالنبي صلى الله عليه وسلم بعدما تبين لهم نعته للمنافقين أو المنافقون لهم أو أحد الفريقين للمشركين * (سنطيعكم في بعض الأمر) * في بعض أموركم أو في بعض ما تأمرون به كالقعود عن الجهاد والموافقة في الخروج معهم إن أخرجوا والتظافر على الرسول صلى الله عليه وسلم * (والله يعلم إسرارهم) * ومنها قولهم هذا الذي أفشاه الله عليهم وقرأ حمزة والكسائي وحفص إسرارهم على المصدر * (فكيف إذا توفتهم الملائكة) * فكيف يعملون ويحتالون حينئذ وقرئ توفاهم وهو يحتمل الماضي والمضارع المحذوف تاءيه * (يضربون وجوههم وأدبارهم) * تصوير لتوفيهم بما يخافون منه ويجبنون عن القتال له * (ذلك) * إشارة إلى التوفي الموصوف * (بأنهم اتبعوا ما أسخط الله) * من الكفر ككتمان نعت الرسول صلى الله عليه وسلم وعصيان الأمر * (وكرهوا رضوانه) * ما يرضاه من الإيمان والجهاد وغيرهما من الطاعات * (فأحبط أعمالهم) * لذلك * (أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله) * أن لن يبرز الله لرسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين * (أضغانهم) * أحقادهم
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»