تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ١٩٣
* (أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم) * فلذلك استهزؤوا وتهاونوا بكلامه * (والذين اهتدوا زادهم هدى) * أي زادهم الله بالتوفيق والإلهام أو قول الرسول صلى الله عليه وسلم * (وآتاهم تقواهم) * بين لهم ما يتقون أو أعانهم على تقواهم أو أعطاهم جزاءها * (فهل ينظرون إلا الساعة) * فهل ينتظرون غيرها * (أن تأتيهم بغتة) * بدل اشتمال من * (الساعة) * وقوله * (فقد جاء أشراطها) * كالعلة له وقرئ أن تأتهم على أنه شرط مستأنف جزاؤه * (فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم) * والمعنى أن تأتهم الساعة بغتة لأنه قد ظهر أماراتها كمبعث النبي صلى الله عليه وسلم وانشقاق القمر فكيف لهم * (ذكراهم) * أي تذكرهم * (إذا جاءتهم) * الساعة بغتة وحينئذ لا يفرغ له ولا ينفع * (فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك) * أي إذا علمت سعادة المؤمنين وشقاوة الكافرين فاثبت على ما أنت عليه من العلم بالوحدانية وتكميل النفس بإصلاح أحوالها وأفعالها وهضمها بالاستغفار * (لذنبك) * * (وللمؤمنين والمؤمنات) * ولذنوبهم بالدعاء لهم والتحريض على ما يستدعي غفرانهم وفي إعادة الجار وحذف المضاف إشعار بفرط احتياجهم وكثرة ذنوبهم وأنها جنس آخر فإن الذنب له ماله تبعة ما بترك الأولى * (والله يعلم متقلبكم) * في الدنيا فإنها مراحل لا بد من قطعها * (ومثواكم) * في العقبى فإنها دار إقامتكم فاتقوا الله واستغفروه وأعدوا لمعادكم * (ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة) * أي هلا * (نزلت سورة) * في أمر الجهاد * (فإذا أنزلت سورة محكمة) * مبينة لا تشابه فيها * (وذكر فيها القتال) * أي الأمر به * (رأيت الذين في قلوبهم مرض) * ضعف في الدين وقيل نفاق * (ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت) *
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»