ضميرهم خبرا للدلالة على أنهم الأخصاء بالمغفرة حال الغضب وقرأ حمزة والكسائي كبير الإثم * (والذين استجابوا لربهم) * نزلت في الأنصار دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان فاستجابوا له * (وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم) * ذو شورى بينهم لا ينفردون برأي حتى يتشاوروا ويجتمعوا عليه وذلك من فرط تدبرهم وتيقظهم في الأمور وهي مصدر كالفتيا بمعنى التشاور * (ومما رزقناهم ينفقون) * في سبيل الله الخير * (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) * على ما جعله الله لهم كراهة التذلل وهو وصفهم بالشجاعة بعد وصفهم بسائر أمهات الفضائل وهو لا يخالف وصفهم بالغفران فإنه ينبئ عن عجز المغفور والانتصار عن مقاومة الخصم والحلم عن العاجز محمود وعن المتغلب مذموم لأنه إجراء وإغراء على البغي ثم عقب وصفهم بالانتصار للمنع عن التعدي * (وجزاء سيئة سيئة مثلها) * وسمي الثانية * (سيئة) * للازدواج أو لأنها تسوء من تنزل به * (فمن عفا وأصلح) * بينه وبين عدوه * (فأجره على الله) * عدة مبهمة تدل على عظم الموعود * (إنه لا يحب الظالمين) * المبتدئين بالسيئة والمتجاوزين في الانتقام * (ولمن انتصر بعد ظلمه) * بعد ما ظلم وقد قرىء به * (فأولئك ما عليهم من سبيل) * بالمعاتبة والمعاقبة * (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس) * يبتدئونهم بالإضرار ويطلبون ما لا
(١٣٣)