تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ١٤٦
* (ومن يعش عن ذكر الرحمن) * يتعام ويعرض عنه لفرط اشتغاله بالمحسوسات وانهماكه في الشهوات وقرئ يعش بالفتح أي يعم يقال عشي إذا كان في بصره آفة وعشى إذا تعشى بلا آفة كعرج وعرج وقرئ يعشو على أن * (من) * موصولة * (نقيض له شيطانا فهو له قرين) * يوسوسه ويغويه دائما وقرأ يعقوب بالياء على إسناده إلى ضمير * (الرحمن) * ومن رفع يعشو ينبغي أن يرفع * (نقيض) * * (وإنهم ليصدونهم عن السبيل) * عن الطريق الذي من حقه أن يسبل وجمع الضميرين للمعنى إذ المراد جنس العاشي والشيطان المقيض له * (ويحسبون أنهم مهتدون) * الضمائر الثلاثة الأول له والباقيان للشيطان * (حتى إذا جاءنا) * أي العاشي وقرأ الحجازيان وابن عامر وأبو بكر جاءانا أي العاشي والشيطان قال أي العاشي للشيطان * (يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين) * بعد المشرق من المغرب فغلب المشرق وثنى وأضيف البعد إليهما * (فبئس القرين) * أنت * (ولن ينفعكم اليوم) * أي ما أنتم عليه من التمني * (إذ ظلمتم) * إذ صح إنكم ظلمتم أنفسكم في الدنيا بدل من * (اليوم) * * (أنكم في العذاب مشتركون) * لأن حقكم أن تشتركوا أنتم وشياطينكم في العذاب كما كنتم مشتركين في سببه ويجوز أن يسند الفعل إليه بمعنى ولن ينفعكم اشتراككم في العذاب كما ينفع الواقعين في أمر صعب معاونتهم في تحمل أعبائه وتقسمهم لمكابدة عنائه إذ لكل منكم ما لا تسعه طاقته وقرئ * (إنكم) * بالكسر وهو يقوي الأول * (أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي) * إنكار وتعجب من أن تحمل هو الذي يقدر على هدايتهم بعد تمرنهم على الكفر واستغراقهم في الضلال بحيث صار عشاهم عمى مقرونا بالصمم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعب نفسه في دعاء قومه وهم لا يزيدون إلا غيا فنزلت * (ومن كان في ضلال مبين) * عطف على * (العمي) * باعتبار تغاير الوصفين وفيه إشعار بأن الموجب لذلك تكنهم في ظلال لا يخفى * (فإما نذهبن بك) * أي فإن قبضناك قبل أن نبصرك عذابهم و ما مزيدة مؤكدة بمنزلة لام القسم في استجلاب النون المؤكدة * (فإنا منهم منتقمون) * بعذاب في الدنيا والآخرة * (أو نرينك الذي وعدناهم) * أو إن أردنا أن نريك ما وعدناهم من العذاب وقرأ
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»