تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ١٥٥
فأنا أول العابدين لله الموحدين له أو الآنفين منه أو من أن يكون له ولد من عبد يعبد إذا اشتد أنفه أو ما كان له ولد فأنا أول الموحدين من أهل مكة وقرأ حمزة والكسائي * (ولد) * بالضم وسكون اللام * (سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون) * عن كونه ذا ولد فإن هذه الأجسام لكونها أصولا ذات استمرار تبرأت عما يتصف به سائر الأجسام من توليد المثل فما ظنك بمبدعها وخالقها * (فذرهم يخوضوا) * في باطلهم * (ويلعبوا) * في دنياهم * (حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون) * أي يوم القيامة أي يوم القيامة وهو دلالة على أن قولهم هذا جهل واتباع هوى وإنهم مطبوع على قلوبهم معذبون في الآخرة * (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) * مستحق لأن يعبد فيهما والظرف متعلق به لأنه بمعنى المعبود أو متضمن معناه كقولك هو حاتم في البلد وكذا فيمن قرأ الله والراجع مبتدأ محذوف لطول الصلة بمتعلق الخبر والعطف عليه ولا يجوز جعله خبرا له لأنه لا يبقى له عائد لكن لو جعل صلة وقدر الإله مبتدأ محذوف يكون به جملة مبنية للصلة دالة على أن كونه في السماء بمعنى الألوهية دون الاستقرار وفيه نفي الآلهة السماوية والأرضية واختصاصه باستحقاق الألوهية * (وهو الحكيم العليم) * كالدليل عليه * (وتبارك الذي له ملك السماوات والأرض وما بينهما) * كالهواء * (وعنده علم الساعة) * العلم بالساعة التي تقوم القيامة فيها * (وإليه ترجعون) * للجزاء وقرأ نافع وابن عامر وأبو عمرو وعاصم وروح بالتاء على الالتفات للتهديد * (ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة) * كما زعموا أنهم شفعاؤهم عند الله * (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) *
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»