تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٥ - الصفحة ١٣٢
على النظر في آيات الله والتفكر في آلائه أو لكل مؤمن كامل الإيمان فإن الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر * (أو يوبقهن) * أو يهلكهن بإرسال الريح العاصفة المغرقة والمراد إهلاك أهلها لقوله تعالى * (بما كسبوا) * وأصله أو يرسلها فيوبقهن لأنه قسيم يسكن فاقتصر فيه على المقصود كما في قوله تعالى * (ويعف عن كثير) * إذ المعنى أو يرسلها فيوبق ناسا بذنوبهم وينج ناسا على العفو منهم وقرئ ويعفو على الاستئناف * (ويعلم الذين يجادلون في آياتنا) * عطف على علة مقدرة مثل لينتقم منهم * (ويعلم) * أو على الجزاء ونصب نصب الواقع جوابا للأشياء الستة لأنه أيضا غير واجب وقرأ نافع وابن عامر بالرفع على الاستئناف وقرئ بالجزم عطفا على * (ويعف) * فيكون المعنى ويجمع بين إهلاك قوم وإنجاء قوم وتحذير آخرين * (ما لهم من محيص) * محيد من العذاب والجملة معلق عنها الفعل * (فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا) * تمتعون به مدة حياتكم * (وما عند الله) * من ثواب الآخرة * (خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) * لخلوص نفعه ودوامه و * (ما) * الأولى موصولة تضمنت معنى الشرط من حيث أن إيتاء ما أوتوا سبب للتمتع بها في الحياة الدنيا فجاءت الفاء في جوابها بخلاف الثانية وعن علي رضي الله تعالى عنه تصدق أبو بكر رضي الله تعالى عنه بماله كله فلامه جمع فنزلت * (والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون) * * (والذين) * بما بعده عطف على * (للذين آمنوا) * أو مدح منصوب أو مرفوع وبناء * (يغفرون) * على
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»