تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٠١
فذبح أربعة آلاف بقرة وكف عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام وكان إذ ذاك ابن ست عشرة سنة وانقلاب النار هواء طيبا ليس ببدع غير أنه هكذا على خلاف المعتاد فهو إذن من المعتاد فهو إذن من معجزاته وقيل كانت النار بحالها لكنه سبحانه وتعالى دفع عنه أذاها كما ترى في السمندل ويشعر به قوله على إبراهيم * (وأرادوا به كيدا) * مكرا في إضراره * (فجعلناهم الأخسرين) * أخسر من كل خاسر لما عاد سعيهم برهانا قاطعا على أنهم على الباطل وإبراهيم على الحق وموجبا لمزيد درجته واستحقاقهم أشد العذاب * (ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين) * أي من العراق إلى الشام وبركاته العامة أن أكثر الأنبياء بعثوا فيه فانتشرت في العالمين شرائعهم التي هي مبادي الكمالات والخيرات الدينية والدنيوية وقيل كثرة النعم والخصب الغالب روي أنه عليه الصلاة والسلام نزل بفلسطين ولوط عليه الصلاة والسلام بالمؤتفكة وبينهما مسيرة يوم وليلة * (ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة) * عطية فهي حال منهما أو ولد ولد أو زيادة على ما سأل وهو إسحاق فتختص بيعقوب ولا بأس به للقرينة * (وكلا) * يعني الأربعة * (جعلنا صالحين) * بأن وفقناهم للصلاح وحملناهم عليه فصاروا كاملين * (وجعلناهم أئمة) * يقتدى بهم * (يهدون) * الناس إلى الحق * (بأمرنا) * لهم بذلك وإرسالنا إياهم حتى صاروا مكملين * (وأوحينا إليهم فعل الخيرات) * ليحثوهم عليها فيتم كمالها بانضمام العمل إلى العلم وأصله أن تفعل الخيرات ثم فعلا الخيرات ثم * (فعل الخيرات) * وكذلك قوله * (وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) * وهو من عطف الخاص على العام للتفضيل وحذفت تاء الإقامة المعوضة من إحدى الألفين لقيام المضاف إليه مقامها * (وكانوا لنا عابدين) * موحدين مخلصين في العبادة ولذلك قدم الصلة * (ولوطا آتيناه حكما) * حكمة أو نبوة أو فصلا بين الخصوم * (وعلما) * بما ينبغي علمه للأنبياء * (ونجيناه من القرية) * قرية سدوم * (التي كانت تعمل الخبائث) * يعني اللواطة وصفها بصفة أهلها أو أسندها إليها على حذف المضاف وإقامتها مقامه ويدل عليه * (إنهم كانوا قوم سوء فاسقين) * فإنه كالتعليل له
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»