تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٩٨
* (قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين) * كأنهم لاستبعادهم تضليله إياهم ظنوا أن ما قاله على وجه الملاعبة فقالوا أبجد تقوله أم تلعب به * (قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن) * إضراب عن كونه لاعبا بإقامة البرهان على ما ادعاه وهن للسموات والأرض أو للتماثيل وهو أدخل في تضليلهم وإلزام الحجة عليهم * (وأنا على ذلكم) * أي المذكور من التوحيد * (من الشاهدين) * من المتحققين له والمبرهنين عليه فإن الشاهد من تحقق الشيء وحققه * (وتالله) * وقرئ بالباء وهي الأصل والتاء بدل من الواو المبدلة منها وفيها تعجب * (لأكيدن أصنامكم) * لأجتهدن في كسرها ولفظ الكيد وما في التاء من التعجب لصعوبة الأمر وتوقفه على نوع من الحيل * (بعد أن تولوا) * عنها * (مدبرين) * إلى عيدكم ولعله قال ذلك سرا * (فجعلهم جذاذا) * قطاعا فعال بمعنى مفعول كالحطام من الجذ وهو القطع وقرأ الكسائي بالكسر وهو لغة أو جمع جذيذ كخفاف وخفيف وقرئ بالفتح و (جذذا) جمع جذيذ وجذذا جمع جذة * (إلا كبيرا لهم) * للأصنام كسر غيره واستبقاه وجعل الفأس على عنقه * (لعلهم إليه يرجعون) * لأنه غلب على ظنه أنهم لا يرجعون إلا إليه لتفرده واشتهاره بعداوة آلهتهم فيحاجهم بقوله * (بل فعله كبيرهم) * فيحجهم أو أنهم يرجعون إلى الكبير فيسألونه عن كاسرها إذ من شأن المعبود أن يرجع إليه في حل العقد فيبكتهم بذلك أو إلى الله أي * (يرجعون) * إلى توحيده عند تحققهم عجز آلهتهم * (قالوا) * حين رجعوا * (من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين) * بجرأته على الآلهة الحقيقة بالإعظام أو بإفراطه في حطمها أو بتوريط نفسه للهلاك
(٩٨)
مفاتيح البحث: الظلم (1)، الظنّ (2)، الغلّ (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»