تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٠٥
يجيء بمعنى النصيب والكفالة والضعف * (كل) * كل هؤلاء * (من الصابرين) * على مشاق التكاليف وشدائد النوب * (وأدخلناهم في رحمتنا) * يعني النبوة أو نعمة الآخرة * (إنهم من الصالحين) * الكاملين في الصلاح وهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإن صلاحهم معصوم عن كدر الفساد * (وذا النون) * وصاحب الحوت يونس بن متى * (إذ ذهب مغاضبا) * لقومه لما برم بطول دعوتهم وشدة شكيمتهم وتمادي إصرارهم مهاجرا عنهم قبل أن يؤمر وقبل وعدهم بالعذاب فلم يأتهم لميعادهم بتوبتهم ولم يعرف الحال فظن أنه كذبهم وغضب من ذلك وهو من بناء المغالبة للمبالغة أو لأنه أغضبهم بالمهاجرة لخوفهم لحوق العذاب عندها وقرئ مغضبا * (فظن أن لن نقدر عليه) * لن نضيق عليه أو لن نقضي عليه بالعقوبة من القدر ويعضده أنه قرىء مثقلا أو لن نعمل فيه قدرتنا وقيل هو تمثيل لحاله بحال من ظن أن لن نقدر عليه في مراغمته قومه من غير انتظار لأمرنا أو خطرة شيطانية سبقت إلى وهمه فسميت ظنا للمبالغة وقرئ بالياء وقرأ يعقوب على البناء للمفعول وقرئ به مثقلا * (فنادى في الظلمات) * في الظلمة الشديدة المتكاثفة أو ظلمات بطن الحوت والبحر والليل * (أن لا إله إلا أنت) * بأنه لا إله إلا أنت * (سبحانك) * من أن يعجزك شيء * (إني كنت من الظالمين) * لنفسي بالمبادرة إلى المهاجرة وعن النبي عليه الصلاة والسلام ما من مكروب يدعو بهذا الدعاء إلا استجيب له * (فاستجبنا له ونجيناه من الغم) * بأن قذفه الحوت إلى الساحل بعد أربع ساعات كان في بطنه وقيل ثلاثة أيام والغم غم الإلتقام وقيل غم الخطيئة * (وكذلك ننجي المؤمنين) * من غموم دعوا الله فيها بالإخلاص وفي الإمام نجي ولذلك أخفى الجماعة النون الثانية فإنها تخفى مع حروف الفم وقرأ ابن عامر وأبو بكر بتشديد الجيم على أن
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»