تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٠٦
أصله * (ننجي) * النون الثانية كما حذفت التاء الثانية في * (تظاهرون) * وهي وإن كانت فاء فحذفها أوقع من حذف حرف المضارعة التي لمعنى ولا يقدح فيه اختلاف حركتي النونين فإن الداعي إلى الحذف اجتماع المثلين مع تعذر الإدغام وامتناع الحذف في تتجافى لخوف اللبس وقيل هو ماض مجهول أسند إلى ضمير المصدر وسكن آخره تخفيفا ورد بأنه لا يسند إلى المصدر والمفعول مذكور والماضي لا يسكن آخره * (وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا) * وحيدا بلا ولد يرثني * (وأنت خير الوارثين) * فإن لم ترزقني من يرثني فلا أبالي به * (فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه) * أي أصلحناها للولادة بعد عقرها أو ل * (زكريا) * بتحسين خلقها وكانت حردة * (إنهم) * يعني المتوالدين أو المذكورين من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام * (كانوا يسارعون في الخيرات) * يبادرون إلى أبواب الخير * (ويدعوننا رغبا ورهبا) * ذوي رغب ورهب أو راغبين في الثواب راجين للإجابة أو في الطاعة وخائفين العقاب أو المعصية * (وكانوا لنا خاشعين) * مخبتين أو دائبين الوجل والمعنى أنهم نالوا من الله ما نالوا بهذه الخصال * (والتي أحصنت فرجها) * من الحلال والحرام يعني مريم * (فنفخنا فيها) * أي في عيسى عليه الصلاة والسلام فيها أي أحييناه في جوفها وقيل فعلنا النفخ فيها * (من روحنا) * من الروح الذي الذي هو بأمرنا وحده أو من جهة روحنا يعني جبريل عليه الصلاة والسلام * (وجعلناها وابنها) * أي قصتهما أو حالهما ولذلك وحد قوله * (آية للعالمين) * فإن من تأمل حالهما تحقق كمال قدرة الصانع تعالى * (إن هذه أمتكم) * أي إن ملة التوحيد والإسلام ملتكم التي يجب أن تكونوا عليها فكونوا عليها * (أمة واحدة) * غير مختلفة فيما بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولا مشاركة لغيرها في صحة الاتباع وقرئ * (أمتكم) * بالنصب على البدل * (أمة) * بالرفع على الخبر وقرئتا بالرفع عن أنهما خبران * (وأنا ربكم) * لا إله لكم غيري * (فاعبدون) *
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»