تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ١٠٠
بهذا السؤال أو بعبادة من لا ينطق ولا يضر ولا ينفع لا من ظلمتموه بقولكم * (إنه لمن الظالمين) * * (ثم نكسوا على رؤوسهم) * انقلبوا إلى المجادلة بعدما استقاموا بالمراجعة شبه عودهم إلى الباطل بصيرورة أسفل الشيء مستعليا على أعلاه وقرئ نكسوا بالتشديد و * (نكسوا) * أي نكسوا أنفسهم * (لقد علمت ما هؤلاء ينطقون) * فكيف تأمرنا بسؤالها وهو على إرادة القول * (قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم) * إنكار لعبادتهم لها بعد اعترافهم بأنها جمادات لا تنفع ولا تضر فإنه ينافي الألوهية * (أف لكم ولما تعبدون من دون الله) * تضجر منه على إصرارهم بالباطل البين و * (أف) * صوت المتضجر ومعناه قبحا ونتنا واللام لبيان المتأفف له * (أفلا تعقلون) * قبح صنيعكم * (قالوا) * أخذا في المضارة لما عجزوا عن المحاجة * (حرقوه) * فإن النار أوهل ما يعاقب به * (وانصروا آلهتكم) * بالانتقام لها * (إن كنتم فاعلين) * إن كنتم ناصرين لها نصرا مؤزرا والقائل فيهم رجل من أكراد فارس اسمه هيون خسف به الأرض خسف به الأرض وقيل نمروذ * (قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم) * ذات برد وسلام أي ابردي بردا غير ضار وفيه مبالغات جعل النار المسخرة لقدرته مأمورة مطيعة وإقامة * (كوني) * ذات برد مقام أبردي ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وقيل نصب * (سلاما) * بفعله أي وسلمنا سلاما روى أنهم بنوا حظير بكوثي وجمعوا فيها نارا عظيمة ثم وضعوه في المنجنيق مغلولا فرموا به فيها فقال له جبريل هل لك حاجة فقال أما إليك فلا فقال فسل ربك فقال حسبي من سؤالي علمه بحالي فجعل الله تعالى ببركة قوله الحظيرة روضة ولم يحترق منه إلا وثاقة فاطلع عليه نمروذ من الصرح فقال إني مقرب إلى إلهك
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»