تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٩٠
حيث إنه خبر لاسم الإشارة مخصوص بالموجود بين أظهرهم وهو الكتب الثلاثة وقرأ حفص وحمزة والكسائي نوحي إليه بالنون وكسر الحاء والباقون بالياء وفتح الحاء * (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا) * نزلت في خزاعة حيث قالوا الملائكة بنات الله * (سبحانه) * تنزيه له عن ذلك * (بل عباد) * بل هم عباد من حيث إنهم مخلوقون وليسوا بالأولاد * (مكرمون) * وفيه تنبيه على مدحض القوم وقرئ بالتشديد * (لا يسبقونه بالقول) * لا يقولون شيئا حتى يقوله كما هو ديدن العبيد المؤدبين وأصله لا يسبق قولهم قوله فنسب السبق إليه وإليهم وجعل القول محله وأداته تنبيها على استهجان السبق المعرض به للقائلين على الله ما لم يقله وأنيبت اللام على الإضافة اختصارا وتجافيا عن تكرير الضمير وقرئ * (لا يسبقونه) * بالضم من سابقته فسبقته أسبقه * (وهم بأمره يعملون) * لا يعلمون قط ما لم يأمرهم به * (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) * لا تخفى عليه خافية مما قدموا وأخروا وهو كالعلة لما قبله والتمهيد لما بعده فإنهم لإحاطتهم بذلك يضبطون أنفسهم ويراقبون أحوالهم * (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) * أن يشفع له مهابة منه * (وهم من خشيته) * عظمته ومهابته * (مشفقون) * مرتعدون وأصل الخشية خوف مع تعظيم ولذلك خص بها العلماء والإشفاق خوف مع اعتناء فإن عدي بمن فمعنى الخوف فيه أظهر وإن عدي بعلى فبالعكس * (ومن يقل منهم) * من الملائكة أو من الخلائق * (إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم) * يريد به نفي النبوة وادعاء ذلك عن الملائكة وتهديد المشركين بتهديد مدعي الربوبية * (كذلك نجزي الظالمين) * من ظلم بالإشراك وادعاء الربوبية
(٩٠)
مفاتيح البحث: الظلم (1)، الخوف (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»