تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٩٧
وأن له شأنا وقرئ رشدة وهو لغة * (من قبل) * من قبل موسى وهارون أو محمد عليه الصلاة والسلام وقيل من قبل استنبائه أو بلوغه حيث قال * (إني وجهت) * * (وكنا به عالمين) * علمنا أنه أهل لما أتيناه أو جامع لمحاسن الأوصاف ومكارم الخصال وفيه إشارة إلى أن فعله سبحانه وتعالى باختيار وحكمة وأنه عالم بالجزئيات * (إذ قال لأبيه وقومه) * متعلق ب * (آتينا) * أو ب * (رشده) * أو بمحذوف أي أذكر من أوقات رشده وقت قوله * (ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون) * تحقير لشأنها وتوبيخ على إجلالها فإن التمثال صورة لا روح فيها لا يضر ولا ينفع واللام للاختصاص لا للتعدية فإن تعدية العكوف بعلى والمعنى أنتم فاعلون العكوف لها ويجوز أن يؤول بعلى أو يضمن العكوف معنى العبادة * (قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين) * فقلدناهم وهو جواب عما لزم الاستفهام من السؤال عما اقتضى عبادتها وحملهم عليها * (قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين) * منخرطين في سلك ضلال لا يخفى على عاقل لعدم استناد الفريقين إلى دليل والتقليد إن جاز فإنما يجوز لمن علم في الجملة أنه على حق
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»