تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٨٩
من الاختلاف و التمانع فإنها إن توافقت في المراد تطاردت عليه القدر وإن تخالفت فيه تعاوقت عنه * (فسبحان الله رب العرش) * المحيط بجميع الأجسام الذي هو محل التدابير ومنشأ التقادير * (عما يصفون) * من اتخاذ الشريك والصاحبة والولد * (لا يسأل عما يفعل) * لعظمته وقوة سلطانه وتفرده بالألوهية والسلطنة الذاتية * (وهم يسألون) * لأنهم مملوكون مستعبدون والضمير لل آلهة أو للعباد * (أم اتخذوا من دونه آلهة) * كرره استعظاما لكفرهم واستفظاعا لأمرهم وتبكيتا وإظهارا لجهلهم أو ضما لإنكار ما يكون لهم سندا من النقل إلى إنكار ما يكون لهم دليلا من العقل على معنى أوجدوا آلهة ينشرون الموتى فاتخذوهم آلهة لما وجدوا فيهم من خواص الألوهية أو وجدوا في الكتب الإلهية الأمر بإشراكهم فاتخذوهم متابعة للأمر ويعضد ذلك أنه رتب على الأول ما يدل على فساده عقلا وعلى الثاني ما يدل على فساده نقلا * (قل هاتوا برهانكم) * على ذلك إما من العقل أو من النقل فإنه لا يصح القول بما لا دليل عليه كيف وقد تطابقت الحجج على بطلانه عقلا ونقلا * (هذا ذكر من معي وذكر من قبلي) * من الكتب السماوية فانظروا هل تجدون فيها إلا الأمر بالتوحيد والنهي عن الإشراك والتوحيد لما لم يتوقف على صحته بعثة الرسل وإنزال الكتب صح الإستدلال فيه بالنقل و * (من معي) * أمته و * (من قبلي) * الأمم المتقدمة وإضافة ال * (ذكر) * إليهم لأنه عظتهم وقرئ بالتنوين ولا إعمال وبه وب * (من) * الجارة على أن مع اسم هو ظرف كقبل وبعد وشبههما وبعدهما * (بل أكثرهم لا يعلمون الحق) * ولا يميزون بينه وبين الباطل وقرئ * (الحق) * بالرفع على أنه خبر محذوف وسط للتأكيد بين السبب والمسبب * (فهم معرضون) * عن التوحيد واتباع الرسول من أجل ذلك * (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) * تعميم بعد تخصيص فإن * (وذكر من قبلي) * من
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»