تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٩٥
وعد له بأن ما يفعلونه به يحيق بهم كما حاق بالمستهزئين بالإنبياء ما فعلوا يعني جزاءه * (قل) * يا محمد للمستهزئين * (من يكلؤكم) * يحفظكم * (بالليل والنهار من الرحمن) * من بأسه إن أراد بكم وفي لفظ * (الرحمن) * تنبيه على أن لا كالىء غير رحمته العامة وأن اندفاعه بمهلته * (بل هم عن ذكر ربهم معرضون) * لا يخطرونه ببالهم فضلا أن يخافوا بأسه حتى إذا كلؤا منه عرفوا الكالىء وصلحوا للسؤال عنه * (أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا) * بل ألهم آلهة تمنعهم من العذاب تتجاوز منعنا أو من عذاب يكون من عندنا والإضرابان عن الأمر بالسؤال على الترتيب فإنه عن المعرض الغافل عن الشيء بعيد وعن المعتقد أبعد * (لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا هم منا يصحبون) * استئناف بإبطال ما اعتقدوه فإن من لا يقدر على نصر نفسه ولا يصحبه نصر من الله فكيف ينصر غيره * (بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر) * إضراب عما توهموا ببيان ما هو الداعي إلى حفظهم وهو الإستدراج والتمتع بما قدر لهم من الأعمار أو عن الدلالة على بطلانه ببيان ما أوهمهم ذلك وهو أنه تعالى متعهم بالحياة الدنيا وأمهلهم حتى طالت أعمارهم فحسبوا أن لا يزالوا كذلك وأنه بسبب ما هم عليه ولذلك عقبه بما يدل على أنه أمل كاذب فقال * (أفلا يرون أنا نأتي الأرض) * أرض الكفرة * (ننقصها من أطرافها) * بتسليط المسلمين عليها وهو تصوير لما يجريه الله تعالى على أيدي المسلمين * (أفهم الغالبون) * رسول الله والمؤمنين * (قل إنما أنذركم بالوحي) * بما أوحي إلي * (ولا يسمع الصم الدعاء) * وقرأ ابن عامر ولا تسمع الصم على خطاب النبي صلى الله عليه وسلم وقرئ بالياء على أن فيه ضميره وإنما سماهم * (الصم) * ووضعه موضع ضميرهم للدلالة على تصامهم وعدم انتفاعهم بما يسمعون * (إذا ما ينذرون) * منصوب ب * (يسمع) * أو ب * (الدعاء) * والتقييد به لأن الكلام في الإنذار أو للمبالغة في تصامهم وتجاسرهم
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»