تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٤٠٧
* (قل جاء الحق) * أي الإسلام * (وما يبدئ الباطل وما يعيد) * وزهق الباطل أي الشرك بحيث لم يبق له اثر مأخوذ من هلاك الحي فإنه إذا هلك لم يبق له ابداء ولا إعادة قال (اقفر من أهله عبيد فاليوم لا يبدي ولا يعيد) وقيل الباطل إبليس أو الصنم والمعنى لا ينشئ خلقا ولا يعيده أو لا يبدئ خيرا لأهله ولا يعيده وقيل * (ما) * استفهامية منتصبة بما بعدها * (قل إن ضللت) * عن الحق * (فإنما أضل على نفسي) * فإن وبال ضلالي عليها لأنه بسببها إذ هي الجاهلة بالذات والامارة بالسوء وبهذا الاعتبار قابل الشرطية بقوله * (وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي) * فإن الاهتداء بهدايته وتوفيقه * (إنه سميع قريب) * يدرك قول كل ضال ومهتد وفعله وان أخفاه * (ولو ترى إذ فزعوا) * عند الموت أو البعث أو يوم بدر وجواب * (لو) * محذوف تقديره لرأيت امرا فظيعا * (فلا فوت) * فلا يفوتون الله بهرب أو تحصن * (وأخذوا من مكان قريب) * من ظهر الأرض إلى باطنها أو من الموقف إلى النار أو من صحراء بدر إلى القليب والعطف على * (فزعوا) * أو لا فوت ويؤيده انه قرئ * (وأخذ) * عطفا على محله أي فلا فوت هناك وهناك اخذ * (وقالوا آمنا به) * بمحمد صلى الله عليه وسلم وقد مر ذكره في قوله * (ما بصاحبكم) * * (وأنى لهم التناوش) * ومن أين لهم أن يتناولوا الإيمان تناولا سهلا * (من مكان بعيد) * فإنه في حيز التكليف وقد بعد عنهم وهو تمثيل لحالهم في الاستخلاص بالأيمان بعدما فات عنهم أوانه وبعد عنهم بحال من يريد أن يتناول الشيء من غلوة تناوله من ذراع في الاستحالة وقرأ أبو عمرو والكوفيون غير حفص بالهمز على قلب الواو لضمتها
(٤٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 ... » »»