تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٤١٤
معلومة له * (وما يعمر من معمر) * وما يمد في عمر من مصيره إلى الكبر * (ولا ينقص من عمره) * من عمر المعمر لغيره بأن يعطى له عمر ناقص من عمره أو لا ينقص من عمر المنقوص عمره بجعله ناقصا والضمير له وان لم يذكر لدلالة مقابلة عليه أو للعمر على التسامح فيه ثقة بفهم السامع كقولهم لا يثيب الله عبدا ولا يعاقبه إلا بحق وقيل الزيادة والنقصان في عمر واحد باعتبار أسباب مختلفة أثبتت في اللوح مثل أن يكون فيه أن حج عمرو فعمره ستون سنة وألا فأربعون وقيل المراد بالنقصان ما يمر من عمره وينقضي فإنه يكتب في صحيفة عمره يوما فيوما وعن يعقوب * (ولا ينقص) * على البناء للفاعل * (إلا في كتاب) * هو علم الله تعالى أو اللوح المحفوظ أو الصحيفة * (إن ذلك على الله يسير) * إشارة إلى الحفظ أو الزيادة أو النقص * (وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج) * ضرب مثل للمؤمن والكافر والفرات الذي يكسر العطش والسائغ الذي يسهل انحداره والأجاج الذي يحرق بملوحته وقرئ (سيغ) بالتخفيف و * (ملح) * على فعل * (ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها) * استطراد في صفة الحرين وما فيهما من النعم أو تمام التمثيل والمعنى كما أنهما وان اشتركا في بعض الفوائد لا يتساويان فيما هو المقصود بالذات من الماء فإنه خالط أحدهما ما أفسده وغيره عن كمال فطرته لا يستاوى المؤمن والكافر وان اتفق اشتراكهما في بعض الصفات كالشجاعة والسخاوة لاختلافهما فيما هو الخاصية العظمى وهي بقاء أحدهما على الفطرة الأصلية دون الآخر أو تفضل للاجاج على الكافر بما يشارك فيه العذب من المنافع والمراد ب * (الحلية) * اللآلئ واليواقيت * (وترى الفلك فيه) * في كل * (مواخر) *
(٤١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 419 ... » »»