تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٨٤
حياء كما لم يتركه الله ترك الحيي فأمركم بالخروج وقرئ (لا يستحي) بحذف الياء الأولى والقاء حركتها على الحاء * (وإذا سألتموهن متاعا) * شيئا ينتفع به * (فاسألوهن) * المتاع * (من وراء حجاب) * ستر روي أن عمر رضي الله عنه قال يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فنزلت وقيل إنه صلى الله عليه وسلم كان يطعم ومعه بعض أصحابه فأصابت يد رجل عائشة رضي الله عنها فكره النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فنزلت * (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) * من الخواطر النفسانية الشيطانية * (وما كان لكم) * وما صح لكم * (أن تؤذوا رسول الله) * أن تفعلوا ما يكرهه * (ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا) * من بعد وفاته أو فراقه وخص التي لم يدخل بها لما روي أن أشعث بن قيس تزوج المستعيذة في أيام عمر رضي الله عنه فهم برجمها فأخبر بأنه صلى الله عليه وسلم فارقها قبل أن يمسها فتركها من غير نكير * (إن ذلكم) * يعني ايذاءه ونكاح نسائه * (كان عند الله عظيما) * ذنبا عظيما وفيه تعظيم من الله لرسوله وايجاب لحرمته حيا وميتا ولذلك بالغ في الوعيد عليه فقال * (إن تبدوا شيئا) * كنكاحهن على ألسنتكم * (أو تخفوه) * في صدوركم * (فإن الله كان بكل شيء عليما) * فيعلم ذلك فيجازيكم به وفي هذا التعميم مع البرهان على المقصود مزيد تهويل ومبالغة في الوعيد * (لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن) * استثناء لمن لا يجب الاحتجاب عنهم روي أنه لما نزلت آية الحجاب قال الاباء والأبناء والأقارب يا رسول الله أو نكلمهن أيضا من وراء حجاب فنزلت وانما لم يذكر العم والخال لأنهما بمنزلة الوالدين ولذلك سمى العم ابا في قوله * (إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق) * أو لأنه كره ترك الاحتجاب عنهما مخافة أن يصفا لأبنائهما * (ولا نسائهن) * يعني نساء المؤمنات * (ولا ما ملكت أيمانهن) * من العبيد والإماء وقيل من
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»