تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٤ - الصفحة ٣٨١
أو عطف على ما سبق ولا يدفعه التقييد بأن التي للاستقبال فإن المعنى بالاحلال والاعلام بالحل أي أعلمناك حل امرأة مؤمنة تهب لك نفسها ولا تطلب مهرا إن اتفق ولذلك نكرها واختلف في اتفاق ذلك والقائل به ذكر أربعا ميمونة بنت الحارث وزينب بنت خزيمة الأنصارية وأم شريك بنت جابر وخولة بنت حكيم وقرئ * (إن) * بالفتح أي لان وهب أو مدة أن وهبت كقولك اجلس ما دام زيد جالسا * (إن أراد النبي أن يستنكحها) * شرك للشرط الأول في استيجاب الحل فإن هبتها نفسها منه لا توجب له حلها إلا بإرادته نكاحها فإنها جارية مجرى القبول والعدول عن الخطاب إلى الغيبة بلفظ النبي صلى الله عليه وسلم مكررا ثم الرجوع إليه في قوله * (خالصة لك من دون المؤمنين) * ايذان بأنه مما خص به لشرف نبوته وتقرير لاستحقاق الكرامة لأجله واحتج به أصحابنا على أن النكاح لا ينعقد بلفظ الهبة لان اللفظ تابع للمعنى وقد خص صلى الله عليه وسلم بالمعنى فيختص باللفظ والاستنكاح طلب النكاح والرغبة فيه * (خالصة) * مصدر مؤكد أي خلص احلالها أو احلال ما أحللنا لك على القيود المذكورة خلصوا لك أو حال نم الضمير في * (وهبت) * أو صفة لمصدر محذوف أي هبة خالصة قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم من شرائط العقد ووجوب القسم والمهر بالوطء حيث لم يسم * (وما ملكت أيمانهم) * من توسيع الأمر فيها انه كيف ينبغي أن يفرض عليهم والجملة اعتراض بين قوله * (لكيلا يكون عليك حرج) * ومتعلقه وهو * (خالصة) * للدلالة على أن الفرق بينه وبين * (المؤمنين) * في نحو ذلك لا لمجرد قصد التوسيع عليه بل لمعان تقتضي التوسيع عليه والتضييق عليهم تارة وبالعكس أخرى * (وكان الله غفورا) * لما يعسر التحرز عنه * (رحيما) * بالتوسعة في مظان الحرج * (ترجي من تشاء منهن) * تؤخرها وتترك مضاجعتها * (وتؤوي إليك من تشاء) *
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»